التمويل السكني وصناديق الاستثمار العقاري والعقول المبدعة

<a href="mailto:[email protected]">ammorad@ewaa.com.sa</a>

لماذا يشكل التمويل السكني أهمية في حياة الإنسان المعيشية والصناعة العقارية؟ لماذا الصناديق الاستثمارية العقارية نجاح ونمو وازدهار؟
تلعب القروض العقارية دوراً رئيسياً في عملية التمليك العقاري خاصة السكني منها التي يتصل فيها الموضوع بشكل حساس وخاص وعادة ما تخضع القروض السكنية للرقابة القانونية والمالية من قبل الدوائر الرسمية المتخصصة لحفظ حقوق الأطراف المتعاملين في أي من مجالاته وعدم السماح لأي نوع من أنواع الجشع الربحي من قبل المموّلين (المقرض) أو المخاطرة غير المحسوبة من قبل العميل (المقترض).
أنواع المساكن ومساحتها تؤثر بشكل عام في سعر العقار وطريقة تمويله كما تؤثر في حياة الإنسان الذي تطورت متطلباته في السنوات الأخيرة بشكل سريع جداً وبالتالي تطورت متطلبات العائلة والمعيشة والمنزل والسكن من ناحية وتطورت متطلبات مواد البناء وطرق الإنشاء والتشييد وتكنولوجيا الصناعة من ناحية أخرى، وبالتالي فرضت هذه التطورات الجديدة أنواعاً وأشكالاً جديدة من التصميمات المعمارية الحديثة لتلبية متطلبات إنسان القرن الواحد والعشرين، والواضح لزوم إنشاء مجمعات سكنية أو مدن سكنية جديدة ذات خدمات تتوافق مع الاحتياجات المعيشية الأولية التي تلبي حاجات السكان المعيشية المستحدثة وتؤمن أكبر قدر من الراحة المنزلية لأفراد العائلة.
إن اقتناء منزل عائلي هو أهم قرار يتخذه الإنسان في حياته وحياة عائلته لما يؤمنه له من راحة نفسية واستقرار لجميع أفراد العائلة وهذه الراحة النفسية والاستقرار العائلي قد لا تتوفر عند السكن في المسكن المؤجر الذي لا يوفر الأمان والاطمئنان ذاته للعائلة، وبالتالي في حين الإقبال والإقدام على اتخاذ قرار التمليك السكني (الشراء) لابد للزوجين وأفراد العائلة تدارس الالتزامات المادية والمالية والمعنوية المتعلقة بهذا القرار.
يا أخي رب العائلة... لابد من مناقشة جميع هذه الأمور وغيرها بإمعان ودقة بين أفراد العائلة قبل إقدامكم على خطوة التمليك... الحياة حلم كبير، والإنسان يحلم ويتعلم في كل يوم من أيام عمره، حلم الأمس هو حقيقة اليوم، والأفكار الكبيرة تأتي من الأحلام الكبيرة، لكن تحقيقها يتطلب أعمق أنواع الواقعية.
ولا بد لإفراد العائلة أيضاً دراسة الأمور المتعلقة بالقرار وهي اختيار موقع المنزل بالنسبة للعمل والمدارس ومراكز التسوق وما هي مساحة المسكن المفضل؟ لهم ولأولادهم ؟ وما هي الدفعة الشهرية المريحة للمسكن؟ وما هي مصادر الدخل المادية المتاحة حالياً للعائلة ؟ وما مدى استمرارها؟ وكيفية توفير الدفعة الأولى؟ وما هي مصادر الدخل للعائلة لتغطية نفقات دورة حياتهم الشهرية ؟ ما هي قيمة القرض الذي يمكنهم الحصول عليه ؟ وكم هي نسبة العمولة للقروض السكنية في السوق العقاري؟ وهل من حوافز تشجيعية من الدولة لموظفيها أو من الشركات الخاصة لمساعدتهم على التملك العقاري؟
وللعلم تختلف آجال القروض العقارية بحسب المدة الزمنية للقرض فعادة يعتبر القرض العقاري من القروض الطويلة الأجل خاصة عندما تمتد فترة القرض، إلى أكثر من 10 سنوات وتصل إلى 20 أو 30 سنة.
ومن أنواع القروض السكنية: قروض ذات دفعات ثابتة طوال مدة القرض، وقروض ذات دفعات متغيرة عند فترات زمنية معينة لكل سنة، ثلاث، خمس، سبع، أو عشر سنوات، قروض الإيجارة المنتهية بالتمليك، القروض المطابقة للشريعة الإسلامية، وكل هذه القروض تحرص على الربح المادي، لذلك ترتبط بنسبة ربح محددة، أي عائد مادي أو مردود على قيمة القرض خلال مدة زمنية معينة. وترتبط عملية القرض العقاري بخطوة قانونية، أي لا بد لها من حفظ حق المقرض والمقترض. وهذا ما دفع المؤسسات المالية والبنوك إلى التنافس فيما بينها وتقديم برامج قروض مغرية لجذب العملاء، لأن ربح المؤسسات المالية يقوم على أساس تقديم هذا النوع من الخدمات المالية (القروض مقابل الربح المادي).
يا أخي رب العائلة لابد من مناقشة جميع هذه الأمور وغيرها بإمعان ودقة بين أفراد العائلة قبل إقدامكم على خطوة التمليك، الحياة حلم كبير، والإنسان يحلم ويتعلم في كل يوم من أيام عمره، حلم الأمس هو حقيقة اليوم، والأفكار الكبيرة تأتي من الأحلام الكبيرة، لكن تحقيقها يتطلب أعمق أنواع الواقعية والتحري في التفاصيل.
نمو وازدهار ... لا بد أن يتعلم إنسان العصر بأن القدرة والاستطاعة على تقديم مشاريع استثمارية عقارية ملائمة لحاجة اليوم والغد تكون من خلال الرساميل الضخمة أو صناديق الاستثمار العقاري وهي الأمل القادم في انبثاق مشاريع لتقديم خدمة متكاملة وتوفير حاجة أبناء الوطن للمسكن والمدينة الحضارية، وإذا أردنا وصف النجاح الذي حققناه من نمو وتطوير وتنمية وعمران، فإن مقياس الواصف هو الحال الراهن للمدن والضواحي ، ولو أردنا وصفاً آخر لأهمية صناديق الاستثمار العقارية وتمويلها للمشاريع السكنية والتجارية فربما نقول إننا جميعاً شركاء في الرؤية وشركاء في المصالح وشركاء في المصير وشركاء في التنمية وشركاء في الحاضر والمستقبل العمراني وشركاء في الإنجازات التطويرية التي حققناها في الماضي وتلك التي سوف نحققها في المستقبل. والشراكة في النهضة العمرانية تبدأ في نقطتين، الأولى التمويل العقاري المراقب من الدوائر الرسمية، والثانية الصناديق الاستثمارية العقارية المحفزة للتنمية والنمو والمبنية على مبدأ مربح جميع الأطراف.
إن المعرفة لم تعد قوّة في هذا العصر وإنما القوّة في تطبيق المعرفة، وسر النجاح هو التوصل إلى المعادلة المثالية في توظيف مهارات الناس خلال مراحل حياتهم واستغلال الصحراء والبحر والشواطئ لصنع تجربة حضارية متميزة... رسالة ختامية... إن المصدّقين بإعمار الأرض هم الذين يعملون على التنقيب عن العقول المبدعة والناس العازمة على الجهد والعمل والتخطيط وإعداد وسائل تنفيذ الفكرة وتحقيق أهدافها وهذا التنقيب ليس بالأمر السهل، ولكي يأتي الكشف عنها لابد من التحقق الميداني وليس الاستناد على مصادر خفيفة أو إشاعات أو إيحاءات وإن المجادلين يقولون إن النجاح هو عملية حظ وليس ناتجاً عن جهد.
هز الأرض طول وعرض ... مين لابنك غيرك؟... أبني وعمّر أرض بلادك... بكرة الخير لك ولأولادك... الفتى ابن المواطن...

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي