القاضي العراقي الجديد في قضية الأنفال يطرد صدام حسين من المحكمة
أمر محمد العريبي المجيد الخليفة الرئيس الجديد لهيئة محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من معاونيه في قضية " الانفال" اليوم الأربعاء بطرد صدام من القاعة بعد حدوث مشادة كلامية بينهما. وجاءت المشادة بعد إعلان المحامي بديع عارف انسحاب فريق الدفاع من الجلسة العاشرة للقضية التي بدأت في وقت سابق أمس.
وقال صدام للقاضي: " القانون يجيز لك.. وأنا أقول لك اسمع رأيي"
فطلب القاضي من صدام الجلوس قائلا " أنا أقرر أسمع لمن".
وبعد ذلك قال القاضي" إن المحكمة قررت إبعاد المتهم صدام حسين عن قاعة المحكمة وذلك لإخلاله بنظام الجلسة" فردعليه صدام قائلا " إن "أبوك"عمل وكيلا لجهازالأمن حتى مجيء الاحتلال وأجريت له عملية جراحية في الخاصرة" فرد عليه القاضي بقوله "أنا أتحداك أمام الرأى العام" ثم أمرالحراس بإخراج صدام من المحكمة.. وقال صدام قبل اقتياده إلى الخارج موجها كلامه إلىالقاضى"أبوك كان حارسا"، ومن جهته قال حسن المجيد "لن أقول شيئا إذا لم يسمح لي بمغادرة القاعة حتى لوحكمتم على بالإعدام"فرد عليه القاضى بقوله"اجلس مكانك" ثم نادى القاضي على امرأة من شاهدات الاتهام لتدلي بشهادتها.. عندها قرر كل وكلاء الدفاع الانسحاب من الجلسة .. وهنا قرر القاضي انتداب فريق دفاع جديد عن المتهمين فطلب علي حسين المجيد ابن عم صدام الكلام قائلا" أنا أرفض انتداب المحامي الذي ستقدمه المحكمة وسأمتنع عن أي حديث حتى بالدفاع عن نفسي. إذا لم تقبل أن أغادر القاعة سوف لا أتكلم وسأرضى بأي حكم حتى الإعدام يصدر وأتلقاه برحابة صدر وطنية عراقية صميمة".
وتنظر المحكمة التهم الموجهة لصدام ومعاونيه الستة بارتكاب جرائم "إبادة جماعية للأكراد" في عملية الأنفال العسكرية التي وقعت على مدار عامي 1987 و1988.
وواصلت المحكمة الاستماع في جلسة أمس إلى عدد آخر من شهود الإثبات في القضية التي بدأت جلساتها في 21 آب (أغسطس) الماضي.
وكان مصدر مسؤول في مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أعلن مساء أمس الأول أن مجلس الوزراء وبناء على طلب من رئيس المحكمة الجنائية العليا أوصى بنقل القاضي عبدالله العامري رئيس هيئة محاكمة صدام حسين في القضية المعروفة
باسم قضية الأنفال إلى مجلس القضاء الأعلى، وأعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن ما ورد على لسان رئيس المحكمة في إحدى الجلسات من وصف لصدام بأنه ليس ديكتاتورا لا يبرئه ولا يمنحه حقا مشيرا إلى أن الرئيس المخلوع "أسوأ ديكتاتور شهده تاريخ العراق وقد مارس أبشع أنواع القتل والإجرام".. وأكد أن الحكومة العراقية جادة " في أن يكون القضاء ذا استقلالية وحيادية بعيدا عن التأثيرات السياسية".
وقال صدام قبل اقتياده إلى الخارج موجها كلامه إلى القاضي "أبوك كان حارسا".
وقبل خروج فريق الدفاع، قرأ أحدهم بيانا يدين التدخلات في المحكمة.. وقال إن "رزكار أرغم على الاستقالة إثر ضغوط من الحكومة كما أرغم سلفه على التنحي.. نريد القول إن الحكومة تتدخل في المحاكمة.. لا نستطيع مواصلة عملنا"، وأضاف "لذا قررنا الانسحاب نريد وقف تدخلات الحكومة ولن نعود قبل تحقيق هذا الشرط".
على صعيد عراقي آخر أفاد بيان عسكري أمريكي أمس أن الفرقة الرابعة في الجيش العراقي تسلمت قبل يومين "مسؤولية العمليات الأمنية" في محافظة صلاح الدين وكبرى مدنها تكريت مسقط رأس الرئيس المخلوع صدام حسين ، والفرقة الرابعة هي ثاني فرقة في الجيش تصبح تحت إمرة القوات البرية العراقية.. وقد تولت هذه الفرقة المسؤولية من الفرقة 25 لمشاة الجيش الأمريكي. من جهته، قال الجنرال وليام كالدويل المتحدث باسم القوة المتعددة الجنسيات إن هذه الخطوة "تظهر التقدم المهم في بناء قدرات القوات المسلحة العراقية وتشكل الأساس لبناء قوة مشتركة قادرة علىحماية العراق وحفظ الأمن".. وكانت القوة المتعددة الجنسيات تتولى مراقبة عمليات الفرقة الرابعة في الجيش العراقي، أما الآن تقوم قيادة القوات البرية العراقية بمراقبة القيادة والسيطرة على العمليات.