ناقوس الخطر
<a href="mailto:[email protected]">almaeena@arabnews.com</a>
قرأت منذ يومين في جريدة "عكاظ" خبراً مفاده أن شرطة المدينة المنورة ألقت القبض على ثلاثة شبان تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة كونوا عصابة لخطف الشنط النسائية في الأسواق.
حدث هذا في المدينة المنورة وهي أطهر وأقدس بقعة في الأرض!! فماذا يمكن أن يحدث في مدننا الأخرى؟ لقد كتبت من قبل عدة مقالات وحول الظواهر الغريبة في بلادنا الحبيبة، وهأنذا أدق ناقوس الخطر مرة ثانية لعلنا نعمل شيئاً يعيد الهدوء والطمأنينة إلى نفوسنا.
وقد شاهدت بعيني ظواهر المضايقات للنساء في الأسواق واستنكرتها وكتبت عنها وها هي تزداد الآن مع العطلة الصيفية.
وقد رأيت أخيرا مشهداً أقل ما يوصف أنه مفزع. وقد شاهدت أربع نساء وهن يعبرن الشوارع لركوب سيارتهن المنتظرة. وفي هذه اللحظة ظهرت مجموعة من الشباب الذين كان بعضهم في أواخر العشرينيات من العمر والبعض الآخر تعدى الـ 30 بكثير. حاول هؤلاء الرجال اعتراض طريق النسوة لكنهن لم يعرنهم أي اهتمام، وعندها بدأت مضايقاتهم للنسوة تزيد. تأملت هذا المنظر وأخرجت ورقة وقلماً وهممت بكتابة رقم سياراتهم عندما انطلقت كالريح وهم يكيلون لي السباب والشتائم، ويحدقون بنظرات كلها غضب وتهديد.
وكنت قد شاهدت الأسبوع الماضي منظراً لا يقل بشاعة، حيث كانت هناك سيارة "جي إم سي" مليئة بالشباب الصغار وهي تترنح يمنة ويسرة في الشارع إلى أن وقفت بمحاذاة سيارة كان بها بعض النسوة. وأخرج هؤلاء الشباب أوراقاً صغيرة كتبوا عليها أرقام هواتفهم قبل أن يلوذوا بالفرار.
ماذا يحدث في مجتمعنا؟ أطرح هذا السؤال رغم قناعتي أن هذا النموذج من الشباب قليل جداً، ولا يرقى هذان الحدثان إلى أن نعتبره ظاهرة.
ومن المسؤول عن هذا؟ ولماذا يتصرف هذا البعض من الشباب الشاذ عن القاعدة العريضة المحافظة لمجتمعنا المسلم بكل هذه الوقاحة ويفلتون من العقاب؟ بالطبع المسؤولية تقع أساساً على الأسرة وفي الدرجة الثانية على المدرسة ثم على المجتمع ككل. لكني أميل عادة إلى تحميل المسؤولية للأسرة وللأب على وجه الخصوص، خاصة ذلك النوع من الآباء الذين لا يتورعون عن شراء أحدث موديلات السيارات لأبنائهم ويغدقون عليه الأموال ولا يراقبون تصرفاتهم ولا يعرفون أصدقاءهم.
إن هذا التدليل لا ينتج سوى شباب ضائعين هم حثالة المجتمع، وسيندم الآباء كثيراً على أسلوب تربيتهم في وقت لا ينفع فيه الندم.
وهؤلاء الأطفال المدللون سيكبرون دون أن يعرفوا الصواب من الخطأ، وستكون النتيجة هي الضياع الكامل.
وأعتقد أن الوقت قد حان لكي يدرك المجتمع أن مثل هذه التصرفات لا يمكن احتمالها أياً كان مصدرها. والمسؤولية ليست مسؤولية السلطات أو الشرطة، لكنها مسؤولية كل فرد في المجتمع. وعلى الذين يشاهدون مثل هذه التصرفات السيئة الدخيلة على مجتمعنا إبلاغ السلطات حتى تأخذ العدالة، بإذن الله، مجراها.