حاضنات المشروعات الصغيرة فرصة عمل للجميع (1)

<a href="mailto:[email protected]">naila@sma.org.sa</a>

أظهرت الدراسات التي أجريت على بعض الاقتصادات القوية ومنها اقتصاد معظم الدول الأوروبية، أن اقتصاد هذه الدول يعتمد أساساً على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث نجد مثلاً أن أكثر من 75 في المائة من جميع الشركات في بريطانيا، تعتبر شركات صغيرة ومتوسطة. من هذا المنطلق ومن أجل المحافظة على النمو الاقتصادي في هذه الدول كان لابد من العمل على الحفاظ على ديناميكية وحيوية هذا القطاع المهم من الاقتصاد القومي.
ونظراً إلى الطبيعة المرنة لهذه المشروعات الأكثر استعداداً للتواؤم والتوافق مع هذا الوضع الجديد، الذي يتطلب سرعة الاستجابة لمتغيرات السوق وحركة العرض والطلب، فقد باتت فرصة المشروعات الصغيرة في البقاء والنمو أكبر بكثير من فرص الشركات الكبيرة والمؤسسات ذات الهياكل الضخمة قليلة المرونة أمام متغيرات السوق، ولا شك أن التقدم التكنولوجي الهائل وتحرير الأسواق من خلال منظومة التجارة العالمية وفكر العولمة Globalization قد أدى إلى خلق أجيالٍ جديدة من المؤسسات والأعمال، التي يمكن لها الاستفادة من مميزات هذا الوضع العالمي الجديد الذي يسمح بالحصول على المعرفة ورؤوس الأموال والأسواق في آن واحد.
ومن أهم الصعوبات والمشاكل التي تعاني منها المشروعات الصغيرة والمتوسطة الضعف في القدرات الإدارية لدى أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وعدم استفادتهم من متطلبات الإدارة الحديثة اللازمة لإدارة التشغيل والإنتاج، مما يؤدي إلى تميز أعمالهم بضعف التخطيط في هذه المجالات.
وتعتبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمثابة معامل وورش عمل لتدريب وإعداد الكوادر البشرية في جميع التخصصات. ويطلق على المشروعات الصغيرة والمتوسطة أنها "أداة للتنمية العادلة وتوزيع الثراء".
لذا وجب البحث عن آلية تساعد ليس فقط في خلق فرص عمل جديدة، بل أيضاً في دفع الاقتصاد وتنشيط عمليات نقل التكنولوجيا. ومن هنا نجد أن آليات عمل حاضنات المشروعات الصغيرة أو الأعمال، خاصة حاضنات التكنولوجيا تأتي في مقدمة الحلول العملية التي قامت العديد من الدول الصناعية المتقدمة بتوظيفها. يرجع تاريخ الحاضنات إلى أول مشروع تمت إقامته في مركز التصنيع المعروف باسم Batavia  في ولاية نيويورك في الولايات المتحدة، وذلك عام 1959 عندما قامت عائلة بتحويل مقر شركتها التي توقفت عن العمل إلى مركز للأعمال يتم تأجير وحداته للأفراد الراغبين في إقامة مشروع مع توفير النصائح والاستشارات لهم، ولاقت هذه الفكرة نجاحاً كبيراً، خاصة أن هذا المبنى كان يقع في منطقة أعمال وقريباً من عدد من البنوك ومناطق تسوق ومطاعم وتحولت هذه الفكرة فيما بعد إلى ما يعرف بالحاضنة.
وفي عام 1985م أنشأت الجمعية الأمريكية لحاضنات الأعمال NBIA كأول جمعية في هذا المجال، ومن خلال بعض رجال الصناعة الأمريكيين، وهي مؤسسة خاصة تهدف إلى تنشيط تنظيم صناعة الحاضنات وهي البداية الفعلية لإقامة الحاضنات في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن وقتها لم تتوقف منظومة الحاضنات عن التطور، حتى أصبحت اليوم تمثل صناعة قائمة بذاتها يطلق عليها البعض "صناعة الحاضنات". إذا نظرنا إلى تطور الحاضنات كصناعة في العالم.
أوضح أحد التقارير الحديثة التي أجراها قطاع الأعمال والمقاولات في الاتحاد الأوروبي أن تجربة الست عشرة دولة أوروبية في الحاضنات منذ نشأت برامج الحاضنات فيها (منذ أكثر من خمسة عشر عاماً)، قد أفرزت نتائج جيدة حيث إن 90 في المائة من جميع الشركات التي تمت إقامتها داخل الحاضنات الأوروبية ما زالت تعمل بنجاح بعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام على إقامتها. 
ويذكر أن هناك حالياً نحو 3500 حاضنة أعمال تعمل في مختلف دول العالم، منها نحو 1000 حاضنة في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، وانتشار نحو 1700 حاضنة في 150 دولة من دول العالم النامي، تمتلك منها الصين 465 حاضنة، وكل من كوريا الجنوبية والبرازيل نحو 200 حاضنة لكل منهما، بينما تمتلك الدول العربية عدداً من الحاضنات فمثلاً في مصر عشر حاضنات، البحرين واحدة، المغرب حاضنتان، تونس واحدة. وتوجد في المملكة العربية السعودية حاضنات وليدة أنشأتها مراكز المنشآت الصغيرة في بعض الغرف التجارية الصناعية مثل حاضنة الأعمال المكتبية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة . والتي تقدم الخدمات التالية:
* تحتوي الحاضنة على مساحة مرنة للتأجير بأسعار تبدأ بمبلغ زهيد يجذب المستأجر وتتزايد لتصبح باهظة التكلفة وطاردة خلال 3 - 5 سنوات.
* توفر الحاضنة شبكة من الاستشاريين في المجالات الفنية والإدارية لعملائها.
* تسهل الحاضنة إقامة العلاقات بين عملاء الحاضنة وعملاء آخرين جدد أو قدامى أو من حاضنات أخرى.
* موظف استقبال وكافة الأدوات والمعدات المكتبية بنظام المشاركة (فاكس, ماكينة تصوير مستندات, كمبيوتر, إنترنت, غرف اجتماعات ..إلخ).
* خدمات محاسبية واستشارات قانونية وفنية بالتكلفة الفعلية.
فالحاضنة إذن، هي منظومة عمل متكاملة توفر كل السبل، من مكان مجهز مناسب به كل الإمكانات المطلوبة لبدء المشروع، وشبكة من الارتباطات والاتصالات بمجتمع الأعمال والصناعة، وتدار هذه المنظومة عن طريق إدارة محدودة متخصصة توفر جميع أنواع الدعم اللازم لزيادة نسب نجاح المشروعات الملتحقة بها، والتغلب على المشاكل التي تؤدي إلى فشلها وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها.
ويستطيع الاستفادة من الحاضنات كل من تنطبق عليه الشروط سواء كان رجلا أو امرأة سعودي الجنسية، وبأسعار مناسبة لكل الفئات للاطلاع موقع الغرفة التجارية
<p><a href="http://www.jcci.org.sa">www.jcci.org.sa</a></p>.
ولا شك أن هذا النوع من الحاضنات هو أبسط صورة لها والتطورات السريعة في التكنولوجيا والاختراعات استحدثت أنواعا عديدة من هذه الحاضنات سيتم عرضها الأسبوع القادم، إن شاء الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي