إخفاقات "الكهرباء" وخسارة الصناعة
تعجبت كثيرا من الإخفاقات التي أحدثتها الشركة السعودية للكهرباء أخيرا من خلال انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من المصانع في منطقتي الرياض والشرقية، اللتين تعدان من أكثر المناطق السعودية دعما للاقتصاد الوطني من خلال احتوائهما على الكثير من المصانع متعددة المجالات.
فبدلا من أن تفكر شركة الكهرباء جديا في تخفيض التعرفة الكهربائية للمصانع, دعما للصناعة الوطنية تفاجئها بقطع التيار الكهربائي عنها وتحمل هذه المصانع خسائر بمئات الملايين كانت ستصب إجمالا في مصلحة ونمو الاقتصاد الوطني.
عندما دمجت شركات الكهرباء تحت مظلة شركة واحدة، كانت هناك معطيات يتأمل تحقيقها من هذا الدمج خلال سنوات عمرها الأولى، التي منها فصل قطاعات النقل والتوزيع لتصبح شركات مستقلة، والآن وبعد مرور ثماني سنوات على الدمج لم نسمع أو نر شيئا من ذلك قد تحقق, بل على العكس نجد أن كل قطاع من قطاعات الشركة أصبح إمبراطورية في حد ذاته، وحسبما علمت أن في الشركة نحو 39 نائب رئيس بينما شركة كـ "أرامكو السعودية" يوجد فيها نحو 21 نائبا للرئيس، وهي تعد من كبريات شركات النفط على مستوى العالم.
ومن المعطيات السابقة أطالب وزارة الكهرباء ووزارة المالية بتعيين أو اختيار فريق عمل من القطاع الخاص غير المرتبط بعمل مع الشركة، ويكون له الحق في الاستعانة بأفضل المكاتب الاستشارية في العالم لتقييم عمل الشركة وما تحقق من عملية دمجها.
واستنادا إلى النتائج المستخلصة من تقرير فريق العمل، وفي ظل الوفر المالي للحكومة الرشيدة، لا بد أن تكون هناك معالجة جذرية لمشاكل الشركة السعودية للكهرباء، وأن تكون هناك جرأة في القرار للتخلص مما هو عبء على هذه الشركة، مثلما فعلت شركة الاتصالات السعودية.
هذا من ناحية الشركة، ولكن هناك سؤال مهم لا أعرف له إجابة، وهو دور هيئة تنظيم الكهرباء؟ من وجهة نظري يجب على هذه الهيئة العمل على خلق ودعم وإنشاء شركات تنافس الشركة السعودية للكهرباء في قطاعاتها المختلفة كقطاعي النقل والتوزيع، وذلك بتبني فكرة إنشاء هذه الشركات ودعوة كبرى الشركات العالمية للاستثمار في هذا المجال، إضافة إلى تبني أفضل الوسائل لدعمها للوصول إلى المنافسة الشريفة بينها، وبين شركة الكهرباء، الذي سيخلق بدوره كيانات اقتصادية داعمة لاقتصادنا الوطني في مختلف النواحي.
لا بد لي في هذا المقام أن أوجه سؤالا في غاية الأهمية لشركة الكهرباء: كيف سنكون دولة جاذبة للاستثمارات الأجنبية ولدينا مثل هذه المشاكل التي يعتبرها العديد من الدول المتقدمة بسيطة ولا تؤثر في إنتاجها في توليد الكهرباء التي تعد العصب الرئيسي لأي صناعة كانت؟
إن ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة حرصاء كل الحرص على كل ما من شأنه تطور اقتصادنا الوطني ونموه، وتوفير كل السبل للارتقاء به، فعجبا من شركتنا الموقرة وهيئة تنظيم الكهرباء لهذا التأخير في العلاج.
رئيس اللجنة الصناعية في الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية، نائب رئيس اللجنة الوطنية الصناعية في مجلس الغرف السعودية