الهوايات الخطرة والغريبة.. اضطراب في الشخصية بسبب البطالة والفراغ

الهوايات الخطرة والغريبة.. اضطراب في الشخصية بسبب البطالة والفراغ

ظهرت على السطح في أوساط الشباب السعودي أخيراً تعلق بعضهم بحب هوايات غريبة وخارجة عن المألوف، والتي لا تخلو من الخطورة في بعض الأحيان، دون أن يعيروا أي اهتمام بما قد يحدث لهم جراء التمادي في حب هذه الهوايات، أو تحقيق فوائد حقيقية من ورائها.
في حين يكسب هؤلاء الأشخاص شعبية غريبة بين مجتمعهم أو الوسط المحيط الذي يعيشون فيه، إلى درجة أنهم يلقبون بها فينادى مثلا من يهوى تربية الثعابين بقاهر الثعابين، والحيوانات المفترسة بصائد الوحوش، وأصحاب القوة والحركات الخارقة بشمشون البطل، إلى آخره من الأسماء الأخرى.
ويعيد الكثير من المتخصصين أسباب انتشار ظاهرة تخصص الشباب في بعض الممارسات الرياضية أو المخاطرة والمغامرة في بعض الهوايات إلى سببين إما الفراغ الطويل أو البطالة الدائمة لبعضهم، إلى جانب تمتعهم ببعض الخصائص.
ويؤكد لـ"الاقتصادية" الدكتور طارق الحبيب بروفيسور استشاري الطب النفسي، أن تنوع الهوايات بين هؤلاء الأشخاص راجع إلى اختلاف طبائعهم من شخص إلى آخر وذلك من حيث طبيعة تكوين ذلك الشخص ونظرته للحياة ولما حوله، موضحا أنه إذا لوحظ لدى هؤلاء الأشخاص سلوكيات تتصف بحالة الغرابة في كل جوانب الحياة فإن الشخص قد يشتبه أن يكون لديه اضطراب في الشخصية.
وأضاف الدكتور حبيب أن على السعوديين أن يدركوا أنه إذا لم يوسع على الشباب في المتع المباحة، فإنهم سيلجأ ون إلى المتع المحرمة، معتبرا بعض الهوايات الجديدة مفيدة وغير مضرة، كونها تسهم في إمتاع الإنسان وإضفاء حياة نفسية سعيدة، مشيرا إلى أن كل المجتمعات ومع مرور الوقت ستصبح هذه الهوايات لديهم من الأشياء المألوفة في المجتمع.
ووصف الدكتور وليد الزهراني إخصائي نفسي أصحاب هذه الهوايات بأنهم "متميزون" عن غيرهم بالجراءة حيث لا تخلو هواياتهم في حقيقتها من الأخطار الوخيمة التي تنجم عن ممارسة بعضهم لها، مبينا أن اغلبهم يعرفون كيف يحتاطون في التعامل مع تلك الهوايات بحكم خبرتهم وممارستهم لها باستمرار.
وعن الاعتقاد الشائع لدى بعض المواطنين في أن هؤلاء الأشخاص يمتازون عنهم بما أعطاهم الله من قدرات خارقة، وأنها خصائص نادرة يتمتع بها أصحابها، وقوة خاصة منحهم الله أياها، أوضح الدكتور أن لهؤلاء نظرة تختلف عن غيرهم في حياتهم، حيث استطاعوا أن يكتشفوا قدراتهم الذاتية وتوجيهها فيما يقدرون على القيام به مما جعلهم يمتازون عن غيرهم ويطوروها في أنفسهم، كما أنهم يحبون جذب الأنظار إليهم للتعويض عن نقص ما في داخلهم.
وأشار إلى أن بعضا من هؤلاء يجعلون من هواياتهم مهنة يمتهنونها و يمارسونها في المهرجانات والاحتفالات إلى جانب أنهم يستطيعون أن يتعايشوا مع هواياتهم الغريبة والخطيرة، التي لا يستطيع أحد أن يقلدهم فيها ببساطه، متوقعا أن يكون لدى هؤلاء نوع من الاستقرار النفسي بسبب إشباع رغباتهم وحاجاتهم وانشغالهم فيما يحبون أن يقوموا به، إضافة إلى تمتعهم بفكر مستقبلي واسع يتعلق بتطوير هذه الهواية بطريقة أو بأخرى.

الأكثر قراءة