سوق الأسهم .. معلومة أم خبرة
سوق الأسهم .. معلومة أم خبرة
إن سوق المال عامة تعتمد بشكل كبير على قدرة المستثمر على تقييم السوق ومدخلاتها من ناحية وتقييم الشركة التي يريد الاستثمار فيها من حيث أدائها وعدالة سعرها والتوقعات الخاصة لأداء الشركة خلال فترات زمنية محددة وتأثير ذلك على سلوكيات السهم وسعره في السوق مع مراعاة الحالة الأساسية للسوق ككل والتقديرات المحيطة به.
ويمكن أن تعتبر ذلك مؤشراً مهما للاستثمار في سوق الأسهم. ونظراً لما تتمتع به السوق المحلية من زيادة كبيرة في إعداد المستثمرين الجدد خلال السنوات الماضية ومعظم هؤلاء يمثلون فئة المستثمر غير المتخصص في مجال الأوراق المالية ظهرت موجة جديدة في السوق وشكل جديد من أشكال الاستثمار وهو الاستثمار بعين المضارب وليس المضاربة بحس السوق فقط وهذا النوع يطلق عليه حاليا سياسة ركوب الأمواج وفيها يعتمد المضارب على الحشد الإعلامي عن طريق المواقع الإلكترونية (المنتديات) ورسائل الجوال وشبكة من المضاربين لبث معلومات حول سهم محدد جاهز بالمضاربة عليه مع تهيئة نفسية لهذا السهم في السوق وتحريكه بكميات كبيرة.
وبالطبع هذا الأسلوب حقق مكاسب كثيرة للعديد من مستثمري ركوب الأمواج خلال الأعوام الماضية ولكن ارتباط الاستثمار بسلوك المضارب تسبب في خسائر فادحة لأغلب المستثمرين عند خروج أو تعثر هذا المضارب مما أظهر الفجوة التي يعاني منها الاستثمار الحقيقي في السوق بتراجع كافة قطاعات السوق الجيدة وغير الجيدة تعثراً بتردي الحالة النفسية للمستثمرين في قطار المضاربة.
لذلك فالرؤية العملية المنطقية لأحداث السوق الحالية يجب أن تنصب في بلورة مفهوم المستثمرين وجود نوع من القناعة بالاستثمار لديهم بدلا من الثقة في المضارب.
وتحقيق مكاسب معتدلة بشكل متوازن ومتنام خير من مكاسب عالية تتلاشى في أيام بل أحيانا في دقائق لان ركوب الأمواج سياسة لا ترحم حتى أصحاب الخبرة فيها أحيانا.