مركز الملك عبد الله المالي في الرياض

 مركز الملك عبد الله المالي في الرياض

<p>&nbsp;<a href="mailto:[email protected]">ali_alajlan@yahoo.com</a> <br>

أصبحت المدن الاقتصادية من أهم العوامل لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية واستطاعت رؤوس الأموال الكبيرة أن تهاجر عبر القارات للاستثمار في المدن الاقتصادية الحديثة التي تتوافر فيها الفرص الاستثمارية ولإمكانية حصولهم على المزايا والتسهيلات التي تمنحها الدول التي لديها مدن اقتصادية للمستثمرين وتعتبر المراكز المالية من المظاهر الاقتصادية الحديثة التي أفرزتها الأسواق المالية وتبنتها المدن الاقتصادية، وحرصت على تنمية النشاطات المالية والاقتصادية والتوسع في إيجاد البدائل الاستثمارية في كل الاختصاصات، ويقيس الاقتصاديون نمو وتطور الدول بقوة اقتصادها ومتانة مركزها المالي وقدرتها على جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وتعتبر كفاءة القطاعات المالية والتمويلية وقدرتها على تنويع البدائل الاستثمارية من الركائز الرئيسية للتقييم المالي لأي دولة لمعرفة مركزها المالي والاقتصادي وتصنيفها حسب التصنيف المالي المعتمد عالميا، وتسعى كثير من الدول إلى تقوية مراكزها المالية برسم سياسات مالية مرنة وتطبيق استراتيجيات حديثة تمكنها من الاستفادة من الأسواق المالية المحلية والعالمية لجذب الاستثمارات الأجنبية ولتنويع مصادر الدخل وللنهوض باقتصادها الوطني لمواجهة التكتلات الاقتصادية القوية والقدرة على التفاعل مع المتغيرات السياسية والاقتصادية المتسارعة.
ويعتبر مركز الملك عبد الله المالي في الرياض من أحدث المراكز المالية وأكبرها في الشرق الأوسط وتبلغ مساحته 1.6 مليون متر مربع، ويتوقع الانتهاء من مخططاته وتصاميمه مع نهاية عام 2006، وسوف يبدأ البناء, إن شاء الله، مع بداية عام 2007، وانطلق التخطيط للمركز قبل أكثر من عامين بإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والمالية والتسويقية والقانونية من قبل المؤسسة العامة للتقاعد المخطط والمطور والداعم لهذا المشروع المهم والحيوي الذي سوف يسهم في نقل المملكة نقلة نوعية جديدة للأسواق المالية العالمية، ويتيح للمستثمرين في الأقسام والنشاطات المالية التي يضمها المركز إلى الانطلاق إلى الأسواق العالمية من خلال عرض الخيارات المالية والفرص الاستثمارية، كما يعجل في طرح الأسهم المحلية في الأسواق العالمية.
وبهذه المناسبة يجب أن نشيد بالمؤسسة العامة للتقاعد وجميع العاملين فيها لإبداعهم في التفكير والتخطيط والدراسة والمتابعة لهذا المشروع الجبار الذي نتمنى أن نبدأ مما انتهى منه الآخرون لكيلا يتعرض المركز لأي هزات قد تعوق انطلاقته، وسوف يكون المركز الأمل للاقتصاد الوطني في تنويع مصادر الدخل وفي إيجاد فرص استثمارية جديدة، وفي التسريع في برامج التخصيص، وفي انطلاق صناعة مالية جديدة وكذلك تمكين المستثمر السعودي من الاستثمار في الأسواق العالمية، وتمكين المستثمر العالمي من الاستثمار في الأسواق المالية السعودية، وكذلك زيادة الاستثمارات الأجنبية في المملكة.
وما نتمناه من القائمين على مركز الملك عبد الله المالي هو ابتكار منتجات وأدوات مالية تتوافق مع رغبات المستثمرين المحليين والأجانب، وقادرة على استثمار السيولة النقدية في المملكة بشكل متوازن مع إيجاد بدائل استثمارية جديدة والقدرة على التشغيل المالي والاستثماري المهني لتحقيق الأرباح المناسبة مع الاستعداد لخوض المنافسة الشرسة مع الأسواق المالية العالمية التي سبقتنا في الخبرة والإمكانيات، ولا يمكن أن تتحقق إلا بتأهيل كوادر وطنية مدربة تتمكن من الدخول في المنافسة والفوز بحصة من أرباح المراكز المالية.
ولا يمكن للمراكز المالية العالمية أن تجتذب المستثمرين وتصمد أمام المنافسة إلا إذا توافرت لديها الأدوات الرئيسية وهي:
1 – قاعدة بيانات مالية عن جميع الأسواق العالمية والفرص الاستثمارية والبدائل المالية، وكذلك الشركات المدرجة والمحفوظة بطريقة علمية يمكن الرجوع إليها أو تحديثها بسهولة.
2 – إعداد الدراسات والبحوث المالية والاقتصادية وبصفة دورية لجميع الفرص المالية والاستثمارية المعروضة في المركز المالي وتقديمها للمتداولين.
3 – توفير التحاليل الفنية والمالية والمهنية وتحديثها وعرضها على المتداولين والعملاء للاستفادة منها.
4 – توفير المعلومات المالية والاقتصادية السريعة والمحدثة لجميع الأنشطة المالية والاستثمارية للمتعاملين.
وأعتقد أن المعاناة الدائمة للمستثمرين السعوديين هو عدم وجود بدائل استثمارية في السوق المحلية تمكنها من تنويع محفظتها الاستثمارية لتقليل المخاطر ولزيادة الأرباح حيث لا يوجد استثمار إلا في سوق الأسهم المحلية أو في سوق العقار، بينما نجد أن هناك عددا من الفرص الاستثمارية في جميع المراكز المالية, ومنها سوق للمعادن الثمينة وسوق للبترول وسوق للسلع وسوق للسندات وسوق للمرابحة وسوق مالية عالمية للأسهم الدولية والناشئة وسوق للعملات.
وتعيش المراكز المالية العالمية منافسة شرسة في جذب المستثمرين من جميع دول العالم وذلك بطرح فرص استثمارية عديدة مع توفير الخيارات المناسبة لهم وتقديم التسهيلات البنكية حسب رغباتهم وبأساليب بنكية عديدة, منها:
- الخيارات المالية المستقبلية بأسعار محددة في تاريخ الاستحقاق.
- الأدوات المالية الآجلة والتسهيلات البنكية المتماشية معها.
- المبادلات المالية والمقايضات.
- التعامل في مشتقات الأوراق المالية.
- المرابحة الإسلامية.
- التعاملات الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
ونتمنى أن نرى مركز الملك عبد الله المالي قد انطلق لتحقيق الأهداف الذي أنشئ من أجلها في خلق صناعة مالية واستثمارية جديدة، وفي جذب استثمارات ورؤوس أموال محلية وأجنبية إلى المملكة، وفي استقطاب كبرى الشركات الاستشارية والمالية والاستثمارية والمحاسبية والقانونية العالمية للعمل في المركز

الأكثر قراءة