موضة زيادة رأس المال
يعتبر رأس المال أحد أهم مصادر تمويل نموذج الأعمال لأي شركة بغض النظر عن حجمها وشكلها القانوني، ولكنه ليس المصدر الوحيد، بل إن جل شركات العالم الناجحة لا يمثل فيها هذا المصدر أكثر من 40 في المائة من مصادر تمويل نماذج أعماها، والسبب بسيط وواضح، فعلى الرغم من اعتقاد بعض المديرين الماليين لدينا أن زيادة رأس المال أرخص وسيلة للتمويل بل إنه تمويل مجاني، وقد يدركون أو لا يدركون أن الممول لديه فرص اقتصادية بديلة أخرى وأن هناك تكلفة مالية عليه سيطالب مديرو تلك الشركات بأن تكون نتائج نماذج أعمالهم أعلى من الفرص البديلة لديه وسيجد مستقبلا ضغطا من قبل ممولي رأس المال في حالة عدم استطاعته تحقيق هذا الهدف، مما سيؤدي إلى تخلصهم على المستوى الطويل من ملكيتهم للأسهم وبالتالي انهيار أسعار أسهم تلك الشركات. إذاً فزيادة رأس مال الشركة بالتمويل من الملاك سلاح ذو حدين يلزم على مديرينا التروي والدراسة قبل اتخاذه على الرغم من أنه أصبح موضة هذه الأيام لرفع أسعار أسهم الشركات مع علمي أنه ارتفاع هامشي لا مبرر له ماليا ومحاسبيا على أرض الواقع.
إن الإدارة المالية الحصيفة للشركات تلجأ دوما إلى التمويل الخارجي (الاقتراض) لتمويل نماذج أعمالها متى ما اقتنعت واقتنع مقرضوها بعد تمحيص دقيق بجدوى التمويل وأن عائد الاستثمار أعلى من تكلفة التمويل، وهنا تبرز قدرة المدير المالي المهني المحترف. ويُجمع المحترفون على أن قيمة الشركة التي تستطيع أن تقترض أكثر بكثير من تلك الشركة الممولة فقط من ملاكها وأن نماذج تقييم الشركات تعطي ثقلا أكبر للشركة ذات التمويل المختلط عنه للشركة ذات التمويل الذاتي.
ادرسوا بعناية زيادة رأس المال قبل اتخاذ ذلك القرار والله أعلم.