سيدة أعمال سعودية تنظم دورات تحليلية فنية للمضاربة في سوق الأسهم

سيدة أعمال سعودية تنظم دورات تحليلية فنية للمضاربة في سوق الأسهم

بعد أزمة سوق الأسهم السعودية في 24 شباط (فبراير) الماضي والخسارة الكبيرة التي تعرض لها المساهمون في السوق, حيث لم تفرّق السوق وقتها بين رجل وامرأة ولا بين محترف ومبتدئ إلا من حيث التصرف السريع، وحتى يومنا هذا لم يستطع البعض فك "تورطه" إلاّ القلة ممن يعتمدون على الحنكة والسرعة والاحتراف في المتابعة اللحظية للسوق والتصرف.
النساء السعوديات شكّلن وزنا قويا في السوق السعودية من مجموع المتداولين إبان أحداث شباط (فبراير) الماضي التي اعتبرت بمثابة ضربة قاضية لرؤوس أموال كثير من النساء السعوديات, فمنهن من كانت تحلم بزفافها صيف هذا العام, ومنهن طالبات جامعيات انشغلن عن محاضراتهن اليومية, ومنهن سيدات أعمال لم يخشين المجازفة مجددا عندما عقدن العزم ألا يبرحن السوق حتى يتمكن من تعويض خسارتهن.
سيدة الأعمال زينب منصور آل سعيد هي أول سيدّة سعودية في المنطقة الشرقية، قامت بتقديم عدة دورات تطويرية وتثقيفية في عالم الأسهم السعودية والتحليل الفني والمضاربة وفق مؤشرات، بعد حصولها على عدة دورات عن الأسواق المالية وعن سوق الأسهم السعودية. تقول آل سعيد إن شرارة الطفرة السعودية بدأت متزامنة مع غزو اكتتاب شركة الاتصالات السعودية الذي أدخل شرائح عديدة إلى عالم الأسهم وأصبح هذا الغزو الثقافي الأسهمي ديدن الشارع بشكل عام، وقتها تنبأ الكثير من السعوديين والسعوديات بتضاعف سعر السهم بعد إدراجه في السوق للتداول. وكانت الناس منقسمة ما بين مجازف ومتردد وقتها. كانت (الاتصالات) ذات الثقل الكبير جدا في حركة مؤشر السوق، ولم يكن لـ "سابك" وقتها صولات وجولات, كان الأثر منصبّا في سهم الكهرباء الذي كان هو الآمر الناهي لكثرة عدد أسهم الشركة حاليا فوق أربعة مليارات سهم بعد التجزئة, وقتها تمنى الجميع أن يكون له نصيب من المجازفة ودخول عالم الاتصالات وجنى الأرباح, عندها بدأ الناس بالتساؤل كيف يمكن شراء أسهم الاتصالات السعودية من على الشاشة؟ وكيف يمكن فتح المحفظة الاستثمارية ؟ وما الرصيد الأدنى لذلك؟
وتضيف آل سعيد: في الاتصالات السعودية كان التخصيص نسبة وتناسبا لمن يتقدّم بالاكتتاب، وتغير بعد ذلك في اكتتابات الشركات إلى النسبة بين عدد أسهم الشركة وعدد المكتتبين، ليتم على أثرها التوزيع بالتساوي بين المكتتبين، وكان ذو اللب يكتتب في الأيام الأخيرة للاكتتاب، كون هناك حد أدنى, لأنه وعبر متابعته مصادر الإعلام الخاصة بالاكتتاب والتغطيات من الجهة المسؤولة عن الاكتتاب, سيمكنه العدد التقريبي للتخصيص من معرفة أعداد المكتتبين.
تقول آل سعيد إن دخولها السوق, بعيدا عن عالم الأرباح وتحقيق المكاسب, كان الغرض منه حينها دراسة هذا المجال المهم كنوع من تطوير الذات وبصورة أكاديمية صحيحة, والتعمّق في هذا العلم الرائع, فبعد أن بدأت كاتبة في المنتديات الاقتصادية، وبعدها إلى مشرفة أحست بالحاجة الماسّة للبحث أكثر في هذا العالم لتقدّم وقتها إجابة وافية لكل من يسأل ويستفسر في المنتدى, وقامت بتلقي العديد من الدورات الفنية في الأسهم، وفينة أخرى كانت تقوم بقراءة الكتب التي تختص بالتحليل الفني, وساعدها على فهم هذه الكتب تخصصها الرياضيات فهو علم الأرقام وقريب إلى قراءة المنحنيات كثيرا. وتشير إلى أن التعامل مع السوق في الماضي عند إجراء عملية بيع الأسهم كان يتطلب الحصول على شهادة الأسهم التي تثبت ملكيتها, ثم القيام بعملية البحث عن المشتري حتى يتم الحصول عليه ثم تبدأ مرحلة التوجه للبنك وهناك يتم التنازل عنها ويسجل على ورقة يوقع عليها المشتري وموظف البنك، كما أنه لا بد من إبراز البطاقة الشخصية حتى يتمكن الموظف من معرفة شخصية البائع وأنه المالك الحقيقي لها، ثم يتسلم المبلغ نقدا، ثم ترفع الشهادة للشركة ومن ثم تصبح الشهادة باسم المكتتب الثاني. وتضيف آل سعيد أنه مع افتراض إجراء عملية بيع وشراء واحدة فقط يوميا يكون البنك قد استفاد 24 ريالا يوميا ومع تداول 300 يوم فترة عمل للبنوك طيلة السنة تقريبا ليصبح إجمالي العمولات 7200 ريال، ناهيك عن عمولة البنك التي يحصل عليها نظير خدمة التداول بالإنترنت.
وتصف زينب آل سعيد ردة فعلها عند انهيار سوق الأسهم حيث تقول إنه من السهل تحقيق الربح في سوق الأسهم, بيد أنه من الصعب أن تحافظ على تلك الأرباح, وأنها تؤمن عند دخولها لسوق الأسهم وكأنها دخلت في بحر عميق, فإما أن تخرج منه بصيد وفير أو الغرق في أعماقه. وقد وضعت لنفسها قناعة تامة أن هناك ربحا وخسارة وهما احتمالان واردان في سوق الأسهم، فلماذا تقبل بالربح دون الخسارة, مشيرة إلى أنها عاشت تصحيحات قبلها في أيلول (سبتمبر) 2003، أيار (مايو) 2004، وتشرين الثاني (نوفمبر) 2004 وحزيران (يونيو) 2005 والأخير شباط (فبراير) 2006, الذي لم يشابهه نظير كون هناك شرائح أكثر قد دخلت السوق السعودية فمن الصعب السيطرة على قوة البيع التي تكونت وقت هذه الأزمة, وأضافت لقد كنت متضايقة بعض الشيء في بداية الأمر, ولكن لم يداخلني شك ولو لحظة بأن ما حصل هو نهاية السوق السعودية، فكنت واثقة كل الثقة بالله ثم باقتصاد المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين.
ونصحت آل سعيد المبتدئات في السوق السعودية, بالتداول الوهمي قبل الخوض التجربة الحقيقية على المحفظة, حيث تبدأ المتداولة بالتخيّل أنها دخلت السوق وبدأت بالبيع والشراء ففي ذلك عدة فوائد منها تعلم طريقة البيع والشراء، متابع الأسهم، خوض غمار التجربة، التهيؤ النفسي للمرحلة المقبلة، والاستفادة من الأخطاء، كما أنها تساعد على كثرة الاطلاع والقراءة .وتضيف أنه يجب على المتداولة التنبّه لحركة عقارب الساعة وقت تداول السوق فبعد نصف ساعة من افتتاح السوق عادة يبدأ تحديد اتجاه السوق. وتركز زينب على ضرورة التعلم من الأخطاء, ومن الأشياء السيئة التي حدثت للعديد من المستثمرين الجدد قبل انهيار شباط (فبراير) ولمن دخل قبل هذا التاريخ أنهم حققوا أرباحا في السوق بسرعة كبيرة وببساطة شديدة، وعندما توقفت الأرباح المحققة بالوسائل السهلة وهبط السوق لم تكن لدى العديد منهم أدنى فكرة عما يستطيعون فعله بعد ذلك, إلا أن النساء أكثر جلدا من الرجال في تلقي الصدمة والسيطرة على النفس إزاء المشاكل والظروف الاجتماعية التي يواجهنها, فهي قوة لا يستهان بها أبدا, كما أن هناك العديد من الطالبات الجامعيات دخلن في مجال الأسهم وبعضهن جازفت بمهرها لتتزوج في هذا الصيف, والعديد من سيدات الأعمال لجأن إلى المكاتب الاستشارية.
وتعتزم زينب تقديم عدة دورات في هذا الصيف في كل من الدمام, الأحساء, وسيهات, مشيرة إلى أن هذه الدورات تهدف إلى زيادة الوعي الاستثماري عن الأسهم السعودية في عالم حوّاء، بصورة أكاديمية صحيحة. وتجنب الخسائر قدر الإمكان وحماية رأس المال, القدرة على القراءة الصحيحة لمحتويات شاشات التداول وقراءة الإعلانات والقوائم المالية جيدا , وإمكانية المضاربة بطرق صحيحة واستنادا إلى حركة السهم خلال فترة معينة وفق معطيات محددة، إضافة إلى الاستفادة الحقيقية من نقاط الدعم والمقاومة، والقدرة على اتخاذ القرارات الاستثمارية الصحيحة من خلال اختيار الوقت الملائم لدخول السوق والخروج منه. وقالت إن الدورات تشتمل على عدة محاور تتناول مقدمة أساسية ومصطلحات مهمة في عالم الأسهم وأخطاء شائعة, التحليل الأساسي ونصائح مهمة والتحليل الفني كذلك تطبيق عملي وقت التداول عن طريق الإنترنت والتداول بمساعدة بعض البرامج الخاصة المساعدة كالميتاستوك، ومباشر برو.
وبخصوص إلغاء تداول الخميس، تقول آل سعيد إنه قرار إيجابي وحكيم، فهي فرصة حقيقية لهدوء الأعصاب من توترات السوق وحتى يحيا المتداولون يومين من أيام الأسبوع في جو أسرّي بعيدا عن أي شيء آخر، وتضيف آل سعيد مبتسمة أن أسهم الحياة الأسرية هي الأهم والأجدى استثمارا.

الأكثر قراءة