طبيب نفسي ينقذ سيدة سعودية من الانتحار في الرياض

طبيب نفسي ينقذ سيدة سعودية من الانتحار في الرياض

فوجئ طبيب مختص بعلاج الأمراض النفسية الإكلينيكية داخل عيادته الخاصة في الرياض، بسعودية تبلغ من العمر 30 عاما، تريد الانتحار لتتخلص من حالة الاكتئاب الشديد التي تعاني منها، إذا لم يجد لها حلا وعلاجا لمشكلتها النفسية.
وأكد الدكتور وليد الزهراني إخصائي النفس الإكلينيكي، أن السيدة كانت تعاني من حالة نفسية غير طبيعية، واتضح أنها تشكو من حالة اكتئاب شديدة، لافتا إلى أن وضعها النفسي غير مستقر عندما وصلت إلى عيادته، مبينا أنها وصلت إلى مرحلة تسمى علميا "الاكتئاب المقاوم" وكانت في وضع لا تستجيب معه للأدوية بسهولة ويتعذر معه العلاج أحيانا.
وأضاف الدكتور الزهراني أن المرأة كشفت له عن فكرتها في الانتحار ورغبتها الحقيقية بعدم الحياة وتمني الموت، حيث أبلغته أنها كانت تفكر في الانتحار منذ ثلاثة أشهر، إلا أنها لم تكن جازمة في ذلك الوقت، مشيرا إلى أنها وفي زيارتها الأخيرة له قررت أن تتخذ الانتحار حلا نهائيا لوضعها النفسي، وأصرت على أن تنفذ قرارها إذا لم يجد لها علاجا لمشكلتها النفسية.
وبين الدكتور الزهراني أنه وفي محاولة منه لمعرفة الأسباب التي أدت إلى مضاعفة حالة الفتاة النفسية سوءا، والتعرف على الدواعي الرئيسية التي دفعتها لتفكيرها المستمر في الانتحار، اتضح أنها تعاني من ظروف اجتماعية قاسية تعيشها داخل المجتمع، إضافة إلى الحرمان العاطفي المفقود داخل أسرتها، وسوء معاملة أهلها لها هي أسباب رغبتها في الانتحار.
وأفاد الدكتور الزهراني أن أكثر ما يدفع الفتيات إلى الرغبة في الانتحار، هو الفراغ العاطفي الذي يعشنه داخل الأسرة، مما يدفعهن للبحث عنه خارج البيت ووقوعهن في أخطاء شخصية لا تحمد عقباها، مما يجعلهن يصبن بأمراض نفسية خطيرة تدفعهن إلى إزهاق أرواحهن بسهولة.

ولفت الدكتور الزهراني إلى أنه تم إعداد برنامج علاجي خاص يتكون من عدة جلسات نفسية بشكل يومي، للحيلولة دون أن تقدم على ما كانت تنوي القيام به، حيث إن الأدوية وحدها مع هذه الأعراض النفسية التي تعاني منها لا تكفي.
وأوضح الدكتور الزهراني أن البرنامج العلاجي اعتمد على كسب الثقة بين الطبيب والمريض لمعرفة تفاصيل أكثر عن وضعها النفسي، إضافة إلى استخدام التنويم الإيحائي، التركيز على الجوانب الإيجابية في رفع الثقة، استخدامها الطاقات الإيجابية وتقريب وجهات النظر بينها وبين المجتمع لتتعامل مع المشكلات التي تعترضها داخل المجتمع.
وأبان أن المرأة تجاوبت مع هذا البرنامج بشكل كبير، بعد أن خضعت لجلسات متعددة تهدف إلى تعليمها كيفية فهم الواقع الذي تعيش فيه وتتعايش معه، وأن تستعين بالأقارب أو الأصدقاء في أي أزمة تمر بها، مع تقوية النواحي الدينية وتمسكها بها، لينضبط سلوكها وليظهر الجانب الإيجابي الموجود داخلها.
وأشار إخصائي النفس الإكلينيكي، إلى أن المراة استطاعت تجاوز كافة البرامج العلاجية التي خضعت لها، وهي تتمتع الآن بصحة نفسية جيدة حيث ارتفعت معنوياتها واستعادت ثقتها بنفسها، وأصبحت أكثر تمسكا بالحياة عن ذي قبل، وزادت لديها الرغبة في البحث عن النجاح بداخلها، مع ارتفاع روحها المعنوية والتفاؤل بالمستقبل، والتي بدأت تسلك طريقا جديدا في حياتها مختلفا عن السابق.

الأكثر قراءة