أين مؤسسة حسن شربتلي؟

لا أظن أن هناك سعودياً واحداً وربما عربياً واحداً لا يعرف من هو "حسن شربتلي".. هذا الرجل الذي عُرف باسم المحسن الكبير، وهو نفسه الذي منحه المغفور له الملك المؤسس لقب "وزير دولة" (دون راتب)، وهو نفسه أيضاً الاقتصادي الكبير الذي أسس بنك "الرياض" منذ خمسين عاماً تقريباً.. وهو نفسه الرجل الذي تبرع في حياته بمئات الملايين من الريالات والعقارات للأعمال الخيرية.
هذا الرجل الكبير حقاً ترك الدنيا وفيها من خيره الكثير ومنها وصيته بتخصيص ثلث ثروته للأعمال الخيرية وتقدر بأكثر من ملياري ريال وكنت ربما مثل غيري كثيرون نفكر لماذا لم يتم إنشاء مؤسسة خيرية باسمه لتدير الأموال والعقارات التي تركها للأعمال الخيرية وتشمل معظم مناطق المملكة.
كنت أتساءل ووجدت الإجابة المصادفة على لافتة في أحد شوارع "جدة" مكتوب عليها "مؤسسة حسن عباس شربتلي الخيرية".. وسألت نفسي كيف توجد هذه المؤسسة ولا نسمع عنها شيئاً كأنها مؤسسة سرية، وتصورت أن ثمة تقصيراً إعلامياً في التنويه عن نشاطها ثم عرفت من بعض العالمين ببواطن الأمور أن هناك أمراً ساماً صدر منذ أربع سنوات بتشكيل لجنة قضائية للنظر في موضوع توزيع التركة وبعض القضايا المتعلقة بها، ولكن اللجنة الموقرة تجتمع مرة واحدة أسبوعياً، ولكنها حتى الآن لم تنته من عملها.. أي أنها اجتمعت أكثر من 200 اجتماع لم تسفر عن شيء.. ومعنى هذا أن أمامنا سنوات طوال أخرى حتى يتم الفصل في الموضوعات المعروضة على اللجنة الموقرة.. والمعقول أن يتم تجنيب مبلغ المخصصات الخيرية أولاً حتى ولو تجتمع اللجنة يومياً لاتخاذ هذا القرار. ومن الأفضل أن يخصص لهذه الجلسات أتعاب لأعضائها حفزاً لهم على إنهاء عملهم المهم.
إن أموالاً بهذا الحجم لا يصح أن تظل مجمدة في انتظار قرارات اللجنة ويجب تفعيلها فوراً لخدمة العمل الخيري الكبير الذي خصصها له المحسن الكبير بما في ذلك النشاط الثقافي والتعليمي والصحي والاجتماعي ومساعدة الشباب والطفولة وغيرها من الأغراض.
إن المؤسسة مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية ولعل الوزير "عبد المحسن العكاس" يتدخل حتى تذهب أموال الخير إلى ما خصصت له لترتاح روح المحسن الكبير في مستقرها.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
***
همس الكلام:
"الظلم في أي مكان تهديد للعدالة في كل مكان".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي