جود السوق ولا جود البضاعة!

جود السوق ولا جود البضاعة!

<a href="mailto:[email protected]">aaalkhateeb@yahoo.com</a>

البنوك السعودية تسجل نمواً تاريخياً في الأرباح خلال الربع الأول من العام الجاري 2006 م بلغت نسبته 92 في المائة محققة عشرة مليارات ريال. أسعار النفط تكسر حاجز 70 دولاراً للبرميل جراء التصعيد مع إيران وانخفاض المخزون الاستراتيجي الأمريكي . وكالة الطاقة ترفع تقديراتها لزيادة الطلب على نفط أوبك . سوق الأسهم السعودية الأكبر عربياً و تحتل المركز الثالث من بين الدول الناشئة بعد هونج كونج و كوريا الجنوبية . الإعلان عن أكبر مدينة اقتصادية "مدينة الملك عبد الله" باستثمارات تصل إلى 100 مليار ريال وطرح حصة منها للشعب السعودي . إنشاء بنك الإنماء وطرح 70 في المائة للشعب السعودي . السعودية تطلب عروضا لمد سكة الحديد التي تربط الشمال بالجنوب بطول 2400 كيلو متر. اكتشاف حقل للغاز شمال الظهران في المياه الإقليمية طاقته الإنتاجية 40 مليون متر مكعب يومياً. خادم الحرمين وولي عهده يفتحون الأبواب لشركاء استراتيجيون جدد ويوقعون العديد من الاتفاقيات السياسية و الثقافية و الاقتصادية. بعد أكثر من عقدين من المفاوضات أصبحت المملكة العضو 149 في منظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي يرفع التقييم الائتماني للمملكة. وتوقع أن تنمو السيولة خلال عام 2006م بنسبة متحفظة تقدر ب 15.2 في المائة كما توقع فائضا قياسيا في الميزانية.

طرح المجموعة السعودية للاكتتاب العام، "عجلان وإخوانه"، شركة ورق، وغيرها، "سابك" ترفع حصتها في ابن زهر. المراعي تعتمد برنامجاً استثمارياً للسنوات الخمس المقبلة. تغيرات إدارية في النقل البحري والشركة تتسلم ناقلة نفط جديدة. "صافولا" تفتتح "هايبر بندة" . "تبوك الزراعية" تدرس الإندماج مع استرا . بنك الرياض يصدر سندات. الاتصالات ترفع رأسمالها وتمنح أسهما. "أسمنت تبوك" تضيف خط إنتاج جديد لملاقاة الطلب المرتفع و تنشئ مصنعاً للجبس. "أميانتيت" تفوز بعقود قيمتها 95.2 مليون ريال . الراجحي يوقع في البحرين عقود تمويل بالمرابحة. "أسمنت اليمامة" تمنح سهماً مجانية وتعتمد توسعة مصنعها. "الهولندي" يقرر زيادة رأس المال.

هذا قليل من كثير من الأخبار الإيجابية التي شهدناها أخيرا والتي تشير بما لا يدع مجالاً للشك أن مملكتنا الحبيبة مقبلة على طفرة اقتصادية لم نسمع عنها من قبل ولم يشهدها آباؤنا ولا أجدادنا. الجدير الإشارة إليه أن حكومتنا الرشيدة حفظها الله ورعاها تستخدم وبكل كفاءة إيراداتها الفائضة لبناء مشاريع عملاقة نحن بأمس الحاجة إليها بدءا في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مروراً بمشاريع الطاقة و المواصلات من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين لسكة الحديد وغيرها الكثير التي بالتأكيد ستنوع مصادر الدخل لبلدنا الحبيب و توفر الفرص الوظيفية و تحسين المستوى المعيشي للمواطن السعودي.

نحن متفقون على أن بلدنا الغالي يمر بطفرة اقتصادية تتميز بالنوعية و المؤشرات تدل على أن هذه الطفرة بمشيئة الله ستستمر لسنوات عدة و ستستفيد منها مختلف قطاعات الاقتصاد بلا استثناء وشهدنا آثارها على سوق الأسهم التي سبقت القطاعات الأخرى. وصاحب هذه الطفرة تفاعل من قبل الكثير من الشركات المساهمة للاستفادة منها وجني ثمارها من خلال التوسع في أنشطتها القائمة لسد الطلب المتزايد كما هي الحال في قطاعي البنوك و الأسمنت أو طرح منتجات جديدة أو إعادة صياغة استراتيجياتها أو تغيير إداراتها العليا مما أدى إلى تحقيق الكثير من الشركات المساهمة أرباحاً تاريخية خلال العام الماضي و الربع الأول من هذا العام.

من هذا المنطلق، وبالنظر إلى حركة أسعار الأسهم فإننا نصل إلى قناعة تامة بأن سوق الأسهم السعودية حالها حال الأسواق العالمية الأخرى تبدأ دورتها متأثرة بعوامل أساسية إلى أن تدخل مرحلة تنفصل فيها جميع المؤثرات الأساسية عن تصرفات السوق، وهذا بالفعل ما حدث عندما وصلت أسعار الأسهم إلى مستويات قياسية لا يقبلها العقل ولا المنطق والكل كان يعلم أن الأسعار مبالغ فيها ولكن الثقة كانت كبيرة في الاقتصاد و المضاربين الكبار والشركة الفلانية إلى آخره من الأحلام الوردية. والآن يحدث العكس تماماً، أخبار إيجابية جداً فالكل متأكد من صلابة الاقتصاد السعودي ومستقبله الزاهر بإذن الله وصرح المسؤولين بذلك في أكثر من مناسبة ، والشركات تعلن أرباحاً للربع الأول من هذا العام فاقت كل التوقعات وخصوصاً قطاعي البنوك و الأسمنت وبسبب الوضع التشاؤمي والإدارة بالعواطف تنخفض أسعار الشركات القيادية إلى مستويات جذابة جداً متأثرة كما ذكرت بالوضع النفسي السلبي و الارتباط القوي بحركة أسعار الأسهم وكأن السوق لا يفرق بين الجيد و السيئ (أنظر إلى الجدول).

فلنقف ونتساءل هل من الممكن أن يصل المؤشر إلى خط الدعم الأول 12800 نقطة، وما هو احتمال ذلك ؟ من الممكن حدوث ذلك حيث يفرقنا عن هذا المستوى 500 نقطة تقريباً أو 5 في المائة. خط الدعم الثاني، هل من الممكن أن نرى 11200 نقطة أي خسارة 2100 نقطة من مستواه الحالي أو – 15 في المائة ؟ احتمال ذلك ضعيف والله أعلم وذلك لسببين الأول لحجب العروض جراء تفاقم الخسائر وتوقعات القرب من الحد الأدنى والسبب الثاني هو أن المؤشرات عندها ستصبح جذابة جداً للمستثمرين الحقيقيين أعني المستثمرين الذين يعرفون معنى البيع والشراء والناس تبكي، ويعرفون جيدا معنى الازدهار الاقتصادي ويستثمرون في الشركات التي تساهم فيه .

أخيراً فلنعزز ثقتنا باقتصادنا المزدهر وبأداء الشركات المساهمة القيادية، و لنبتعد عن الاعتماد على العاطفة عند اتخاذ قراراتنا الاستثمارية، ولنشارك في تمويل شركاتنا الرائدة التي تساهم في بناء اقتصادنا من خلال شراء أسهمها وفي الوقت نفسه تحقق عائداً من خلال أرباحها التي بالتأكيد سيكون أثرها إيجابيا على سعر السهم السوقي وبالتالي نموا أمواليا. همسة أخيرة في أذن كل مستثمر حديث العهد على السوق إذا أردت أن تستثمر في سوق الأسهم فالسبيل الأمثل لك هو صناديق الاستثمار، والله على ما أقول وكيل.

<p><a href="mailto:[email protected]">aaalkhateeb@yahoo.com</a></p>

الأكثر قراءة