سوق الأسهم السعودية.. هل هذه سوق؟
الدولة تعلن فتح السوق للأجانب المقيمين، تجزئة الأسهم، إعادة نسبة التذبذب 10 في المائة وترتد السوق بشكل سريع مرتفعة 3000 نقطة أو 17 في المائة خلال أسبوع ؟! ما شاء الله صالات التداول في البنوك تكتظ بالأجانب ومن هم الأجانب المقيمون 60 في المائة منهم إخوان لنا أتوا للبحث عن لقمة العيش وخلفهم أسر كبيرة الله أعلم بحالهم في بلادهم فلنذهب ولنزر فروع البنوك المخصصة للحوالات السريعة نهاية كل شهر لمعرفة مدى تأثيرهم في سوق الأسهم. الباقون إما مستثمرون في الصناديق أو يفضلون الاستثمار في بلدانهم فشريحتا الأجانب الأكبر من الهنود، والإخوان من مصر لديهم طفرة في بلدانهم كما هي الحال لدينا. تجزئة الأسهم وإعادة 10 في المائة ليست موضوعنا اليوم فقد فندناها في أكثر من موقع والذي يرغب أن يعرف وجهة نظري عن 10 في المائة فليزر موقع "الاقتصادية" ويطلع على مقالتي الأخيرة "بعد إسدال الستار".
الشركات تبدأ بنشر أرباحها محققة نتائج قياسية فاقت كل التوقعات، "الراجحي" يحقق نمو بمعدل 87 في المائة، "ساب" 116 في المائة وغيرها من الشركات. السوق بأمس الحاجة إلى أرباح قوية لتبرير الارتفاع الكبير في الأسعار ولجعل المكررات أكثر جاذبية وهذا بالفعل ماحدث. النفط يسجل يوم أمس سعراً تاريخياً عند 72 دولارا للبرميل بالرغم من تصريحات السيد بوش بعدم وجود تصعيد لشن حرب على إيران التي تنتج أربعة ملايين برميل في حالة فقدانها بالتأكيد سيتخطى سعر النفط 100 دولار للبرميل. وتنخفض السوق 3000 نقطة أو 17 في المائة وسط هذه الأخبار الإيجابية جداً، هل هذه سوق؟
ذاق المضاربون الصغار الجدد المر خلال آذار (مارس) جراء استثمارهم في شركات المضاربة التي فقدت في المتوسط 75 في المائة من قيمتها، وعند عودة السوق للارتفاع تسجل تلك الشركات أو أشباه الشركات ارتفاعات بنسب مستمرة. نعم بعضها حقق أرباحا ولكن من أين أتت تلك الأرباح؟ هل هي من نشاط الشركة الرئيسي سواء زراعيا أو خدميا أم من استثمارات الشركة في سوق الأسهم وهي غير متكررة أو جراء بيع أصول إلى آخره. أساساً هل من يشتري أسهم تلك الشركات مستثمر أم مجازف يبحث عن دخل يومي.. هل هذه سوق ؟
خلال أكثر من 50 عاماً حققت أسواق الأسهم مابين 10 في المائة و 15 في المائة في المتوسط، وأسواق العقار 6 في المائة إلى 8 في المائة و السندات 4 في المائة إلى 6 في المائة. سوق تتذبذب يومياً بمعدل 7 في المائة صعوداً ولا أحد يخرج، و7 في المائة نزولاً ولا أحد يشتري، "ساب" عند مكرر أرباح 12 مرة أو "الرياض" عند 16 مرة أو "الأسمنت" عند 22 مرة تقريباً. نستنتج مما يجري أن المتعاملين في السوق ليسوا مستثمرين بالتأكيد فهم باحثون عن دخل يومي وإلا لما اشتروا بعض شركات المضاربة عند 500 مرة مكرر أرباح وعرضوا "ساب" عند 12 مرة مكرر أرباح ؟ هل هذه سوق؟
متخصص في أسواق المال