دنقور.. وإنفلونزا الطيور !!

ألقى جاري أبوعلي ما قيمته 350 ريالا من الطيور المجمدة بدءاً من الدجاج ووصولاً إلى "الناجتس" في سلة المهملات..!!
الرجل شديد التحسس من أي شائعة صحية، فما بالنا والأمر متعلق بـ "وباء"..!!
أنا شخصياً لا ألومه، فبينما قامت وزارة الزراعة بتوعية المزارعين بأبجديات الوقاية من هذا الوباء حفاظاً على الثروة الحيوانية في البلاد، بالمقابل كنا نتمنى لو قامت وزارة الصحة بنشر مطويات توعوية على طلاب وطالبات المدارس والجامعات الذين سينقلون بدورهم ما عرفوه لأهلهم في المنازل.
دنقور أسر لي أخيرا بما يرعد فرائصه، فهو يقول إنه يجهل الأعراض ولا يعرف عن إنفلونزا الطيور سوى كونها شيئا من قبيل أمراض الـ "كوكو"..!! نعم هناك طيور تموت وأخرى يتم قتلها بشكل جماعي.. ولكن ماذا عن البشر؟ لماذا وصل سعر شاورما الدجاج إلى ريال واحد فقط؟ هل الشاورما الآن قاتلة لهذه الدرجة بعد أن كانت نصف قاتلة؟ لماذا ارتفع سعر فطيرة الجبن من ريالين إلى ثلاثة ريالات... لا بد من أن هناك سببا وجيها دفع بكل هذا للحدوث..!! وأجهش دنقور بالبكاء..!
ماذا عن أقسام المراقبة في البلديات؟
هل تأكدت أن جميع ما في المطاعم مما يباع من شاورما هو من إنتاج مزارع وطنية أم أنه مما تبقى من دجاج مستورد ربما كان موبوءا؟!
دنقور قلق جداً مما يجري، و"الفار بيلعب في عبه"..!! زملاؤه العزاب من طلاب الجامعة القادمين من خارج الرياض لا يتناولون سوى الشاورما والبروستد..!! فهل يجالسهم ويصافحهم أم يشيح بوجهه عنهم إلى الجهة الأخرى ويتجاهل دعواتهم لمجالسته؟
مشكلة إنفلونزا الطيور يا سادة يا كرام أنها وطيدة الصلة بالدجاج، ونحن شعب ينافس الصينيين في التهام هذا الطير، ولا تكاد تخلو مائدة من ساق أو جناح..!! فأين المفر؟
ليت وزارة الصحة عاودتنا بالجزم عن حقيقة أمر لم يعد أحد يعرف حقيقته، فهل يموت "الفايروس" عند طبخ دجاجة على حرارة 70 درجة مئوية أم لا كما يؤكد البعض؟
لا أدري ما الذي يمنع وزارة الصحة من تبني التوعية الصحية بشكل مكثف لمثل هذه الحالات؟
الشاب نفنف من جهته قلق من احتمال اضطراره للاستدانة من الأقارب، فراتبه الهزيل لن يصمد أمام تكلفة شراء مؤونة لحوم حمراء وأسماك لمدة شهر كامل، فما العمل؟
لا يعقل أن تتحول مخاوفنا إلى رهاب..!!
لا بد من أن هناك خطة ما تعيد للدجاج هيبته كساحر للمائدة..!!
الجموع بحاجة إلى الطمأنة!
إننا محاصرون بالدجاج شئنا أم أبينا!! حتى من سيحاول شطب الدجاج من قائمة مائدته فلن يجد بديلاً له سوى الشوربة المجففة من مرقة الدجاج، والشعيرية المقلية بنكهة الدجاج، وشرائح البطاطا بطعم الدجاج "اللذيذ".... إلخ!! إنه ببساطه وجه آخر لعملة غذائية اسمها الخبز..!
هنا أدرك شهريار الصباح.. وبعد أن سمع الديك وقد صاح.. قال وباح:
تسعى آسيا منذ أيام للحصول على ترخيص لصناعة الدواء المضاد لهذا "الفايروس" من شركة أدوية أوروبية عملاقة تنتج هذا الدواء، فماذا عنا نحن؟ هل طلبنا ترخيصاً لصناعته أم ترانا اكتفينا بالتعجيل في استيراده؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي