دور المدرب بين الإيجابية والسلبية

تعتبر كرة القدم إحدى الرياضات الجماعية والأكثر شهرة بين الرياضات الأخرى، وغالبا ما نشاهد ما يحدث أثناء المنافسات والمباريات من إصابات تحدث بين اللاعبين داخل الملعب فمنهم من يستبدل ومنهم من يستطيع استكمال المباراة حتى نهايتها، وتختلف الإصابات بعلاجها تبعا لنوع الإصابة وشدتها ومكانها. وقسم المختصون الإصابات من حيث التأهيل إلى الإصابات التي تحتاج إلى تأهيل وعلاج طبيعي قصير المدى والذي لا يتجاوز الأربعة أسابيع ومن ثم يعود اللاعب لممارسة الكرة، والنوع الآخر الإصابات التي تحتاج إلى تأهيل طويل المدى والذي يزيد على أربعة أسابيع. كل نوع من هذه الإصابات يتعرض اللاعب فيها إلى عوامل وضغوط نفسيه قد تؤثر في سير عملية التأهيل ولذلك تلعب الخبرة والمعرفة لدى الإخصائي في كيفية التعامل مع هذا اللاعب في هذه المرحلة بحيث يصمم برنامج التأهيل بناء على الإصابة وظروف اللاعب النفسية. وأحببت أن أشير هنا إلى الدور المؤثر للمدرب الفني للفريق على اللاعب والذي يعتبر عاملا مهما في التقدم أو التأخر في عودة وجاهزية اللاعب المصاب للفريق، وأذكر على سبيل المثال الدور السلبي الذي قد يحدثه المدرب وذلك بسبب قلة خبرته ومعرفته وذلك بالضغط على اللاعب بالعودة بسرعة للفريق لأنه يحتاج إليه ولا يعتمد على غيره أو العكس بأنه لاعب عضلاته ضعيفة ولا تتحمل أية إصابة وأنه إذا لم يعد بشكل سريع لن يعتمد عليه وسوف يعتمد على لاعب آخر ويكون هو حبيس دكة الاحتياط التي لا يحبها بعض اللاعبين أو ما يفعله بعض المدربين بمقاطعة اللاعب بعد إصابته وهذا بحد ذاته كاف. للأسف لا يدرك هذا المدرب ما هو تأثير هذه الكلمات على اللاعب بشكل سلبي وما تسببه له من ضغط نفسي تفقده التركيز في العلاج واستعجال العودة إلى اللعب قبل اكتمال شفائه وجاهزيته طبيا، مما يتسبب بمعاودة الإصابة بسهولة مرة أخرى وهذه المرة سوف تكون مدة العلاج أطول من سابقتها ناهيك عن أن اللاعب لن يتمكن من اللعب بنفس المستوى السابق بسبب عدم زوال الإصابة وأيضا إلى المجهود الذي سيبذله اللاعب من أجل إقناع المدرب بأنه لا يزال على مستواه المعروف مما قد يزيد من المجهود النفسي والبدني لديه مما يسرع بمعاودة الإصابة أيضا. ولكن ماذا لو دعم المدرب اللاعب نفسيا وطمأنه ببعض الكلمات التي يحتاج إليها وطلب منه الالتزام بالعلاج والفترة المحددة حتى يعود اللاعب جاهز تماما، مما يريح اللاعب ويجعل نسبة التزامه وتركيزه في العلاج عاليا مما يسهل على الأخصائي التعامل معه أيضا بشكل مريح وتجعل عودته لمشاركة زملائه بعد زوال إصابته وعودته فاعلة ومؤثرة بالإيجاب عليه وعلى الفريق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي