سعودي يداعب بأنامله ملايين خرز الـ "كوك" و"الصندل" و"العاج"
عرض أحد باعة وحرفيي صناعة السبح وبيع الأحجار الكريمة نحو 3220 سبحة لزوار مهرجان الجنادرية، إضافة إلى عدد من الخواتم والأحجار الكريمة الأثرية القديمة.
ويقول محمد العسيري متحدثا عن تاريخ هذه المقتنيات في ساحة السوق الشعبية، إنه يعمل في صناعة السبح والخواتم منذ عشرات السنين، وإنه أحضر عددا من الأحجار الكريمة والخواتم من عدد من الدول العربية والإسلامية مثل الشام، تركيا، ومصر، مبينا أنه يسعى إلى شراء الأشكال الغريبة والعجيبة، بهدف جذب انتباه الزوار وشدهم إليه، مثل الأحجار النادر كحجر خريطة العالم التي من بينها خريطة المملكة، خاتم مصنوع من الحجر فيه خريطة فلسطين، حجر على شكل النسر الطائر، ورأس شاة، إضافة إلى أنواع أخرى موجودة في متحف خاص به في المنطقة الشرقية.
وأفاد العسيري الذي يشارك في مهرجان الجنادرية للمرة الرابعة على التوالي، أن أسعار السبح لديه تراوح بين خمسة ريالات وأربعة آلاف ريال حسب النوعية والأصناف النادرة والأثرية، مشيرا إلى أن عمله في مجال صناعة السبح خلال الـ 32 عاما الماضية، جعله يتعرف على أنواع السبح فور مشاهدة حبيباتها.
"دناديش" و"شراشيب"
قال العسيري إنه اكتسب هذه الهواية منذ طفولته، إذ كان يعشق المهن اليدوية والحرفية، وسعيه إلى ابتكار أشكال وإدخال إضافات جديدة على السبح والخواتم التي يصنعها، بهدف المتاجرة فيها وتحقيق عوائد مادية من ورائها، حيث كان يجلب السبح ويضيف عليها أشكالا مختلفة من"الدناديش" أو "الشراشيب" المصنوعة إما من الخيوط وإما من الفضة التي تأتي في مقدمة السبحة.
الدخول لـ "جينيس"
يطمح العسيري الذي يحتفظ بسبحة يصل عمرها إلى أكثر من 60 سنة إلى الدخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية لاعتقاده بأنه الحرفي الوحيد الذي يملك هذا العدد الهائل من السبح الأثرية والنادرة، مبينا أن هناك إقبال متزايدا من قبل المواطنين والزوار وبعض المقيمين الذين يرغبون في شراء السبح والخواتم وغيرها من الأثريات التي يملكها.
"كوك" و"صندل" و"عاج"
وحول أنواع السبح أفاد العسيري أن هناك أنواعا متعددة من حبات السبح منها: البلاستيك، الأخشاب، الكوك، الصندل، خشب الورد، العاج، العظم، الكهرمان الألماني القديم، والعقيق الإيراني.
وزاد: لقد شاركت في عدد من المناسبات والمحافل التي لها علاقة بالتراث، من بينها معرض السفر الذي شاركت فيه الهيئة العليا للسياحة في مصر، ومعرض نظمته السفارة السعودية في لندن.
كهرمان ألماني في بحر البلطيق
ويعود أصل سبح "الكهرب" وفقا لعدد من هواة السبح النادرة إلى شجرة تحجرت منذ مئات السنين، وتحولت إلى مادة صمغية حساسة جدا، انطمرت في الأرض ودخلت البحر، فصار "الكهرب" داخل بحر البلطيق وفي البحار المجاورة من روسيا وبولندا، حيث يستخرج وتصنع منه عقود للنساء، وتمت إضافة هذا النوع من الحجر إلى الذهب والفضة والحلي التي توضع في يد المرأة تحديدا لتزداد جمالا على جمالها.
من القاهرة إلى دمشق وإسطنبول
تراوح ألوان الكهرب ما بين اللونين الأصفر والبرتقالي، وقد تحول الكهرب إلى تجارة وانتشرت صناعة السبح في العالم العربي، وراحت المدن العربية تتخصص في تصنيع نوع من هذه السبح من القاهرة إلى دمشق فإسطنبول والكويت.
وتروج تجارة السبح عادة في مواسم الحج، وقد دخلت على سبح الكهرب الألوان والزخارف والنقوش، وعرفت من أنواعها المبرقع والمنمش والمغلف.
وتعد سبح الكهرب الألماني الأجود بين مختلف الأنواع، وذلك لأن حجرها قديم، ومخروط بشكل دقيق وجيد، كما أن حباتها متساوية في الخرز وفتحاته، ومثل هذه المواصفات ترفع سعر السبحة خصوصا بعد ربطها أو شكها بقطعة من الفضة.
مهر العروس
وكان "الكهرب" يستخدم في أغلب الدول قديما مهرا للعروس وذلك على شكل قطع أو عقود إلى جانب الذهب، وكان الناس يستوردون مهر العروس أو هذا الكهرب من مصر، ومع انفتاح العالم وتطور المدنية أصبح "الكهرب" هدية تقدم إلى كل عزيز.
أشهره التركي وأجوده الكويتي
أشهر صناع "الكهرب" البرتقالي والأبيض هم الأتراك، لكن الصانع الكويتي هو الأجود والأفضل، وبدأ ينافس البولندي والألماني على الرغم من أن الألماني هو الأشهر لتطور الماكينة الألمانية والدقة في الصناعة.