من الهدا إلى قصر بيان.. الطائف حاضرة في تاريخ السياسية الكويتية
يقف فندق شيراتون الهدا في الطائف الذي أنشئ عام 1978 على مساحة تزيد على 22 ألف متر مربع، يقف حاضرا في حقبة مهمة من تاريخ الكويت في القرن الماضي بعد أن احتضن حكومة الكويت إثر الاجتياح العراقي الغاشم في آب (أغسطس) عام 1990م.
وقبل أن تعود حكومة الكويت إلى قصر بيان شهدت الأجنحة الملكية 510 و530 في فندق شيراتون الهدا احتضان مرحلة مهمة من مسيرة عمل حكومة الكويت، إذ واصل الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي عهده الأمير سعد العبد الله الصباح سير العمل في الحكومة الكويتية من فندق شيراتون الهدا، على مدى بضعة أشهر سجلت مراحل مهمة من قرارات الحكومة الكويتية، التي أقامت في فندق شيراتون الهدا في الطائف، وبقيت حتى مغادرتها بعد أن مَن الله على القوات المشتركة بالانتصار وتم تحرير الكويت وطرد قوات النظام العراقي الغاشم بمشاركة القوات الصديقة بعد احتلال دام أكثر من ستة أشهر، حيث عقدت الحكومة الكويتية بأعضاء مجلس الوزراء كافة لديها العديد من الاجتماعات في فندق الهدا شيرتون، حينما أقام الشيخ جابر، رحمه الله، هناك وتابع الأحداث وسار بدفة الدولة وقيادة الجيش والشعب من فندق الهدا شيراتون.
وكما سجلت الطائف موقفا مهما في التاريخ السياسي للكويت كانت للطائف مواقف حافلة في الأحداث السياسية المهمة، إذ عرفت الطائف بدء من المعاهدة التي تمت بين السعودية واليمن المتوكلية، التي عقدت على أثرها معاهدة الطائف سنة 1354هـ/1934م. مراحل متطورة محليا وإقليميا وعالميا منها مؤتمر الطائف لإنهاء حرب اليمن وإخراج اليمن من محنة الحرب الأهلية اليمنية، التي أعقبت قيام الثورة اليمنية في منتصف آب (أغسطس) عام 1965م. واجتماع القيادة السعودية والمصرية الذي تم عقده بين الملك عبد العزيز والرئيس المصري محمد نجيب يوم الأحد 13 ذي الحجة 1372هـ الموافق 1952م وكذلك شهدت الطائف في عهد الملك سعود اجتماعات القيادات الصومالية بين قادة الفرق المتنازعة في الصومال ومؤتمر "أوبك" الطارئ الذي انعقد في السادس من أيار (مايو) 1978م وقد شارك فيه وزراء منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك). ومؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عقد في مدينة الطائف 1981م واحتضنت الطائف اجتماعا بين الاتحاد السوفياتي والقيادات الأفغانية الذي تم على أثره الاتفاق على سحب الجيش السوفياتي بعد وقف القتال بين الطرفين وتشكيل حكومة مؤقتة من قادة المجاهدين الأفغان تحت رعاية المملكة. والاجتماع الاستثنائي لمجلس النواب اللبناني في الفترة ما بين 22 تشرين الأول (أكتوبر) إلى 2 كانون الأول (ديسمبر) سنة 1989م في الطائف بعد أن لعبت المملكة دور بارزا ورئيسيا في الوصول إلى الوفاق بين الأطراف المتنازعة في لبنان ووقف إطلاق النار.