الشاهدة (أ ) تتهم صدام وأعوانه بتعريضها للتعذيب بعد أحداث الدجيل
الشاهدة (أ ) تتهم صدام وأعوانه بتعريضها للتعذيب بعد أحداث الدجيل
مثل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من كبار مساعديه أمس أمام المحكمة الجنائية العليا العراقية في جلسة رابعة لاستكمال جلسات الاستماع إلى الشهود بشأن إعدام 143 عراقيا من الشيعة على خلفية محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها صدام في بلدة الدجيل عام 1982.
وأعلن القاضي رزكار محمد أمين أن عددا من الشهود سيدلون بشهادتهم من خلف ستار ومن بينهم نساء سيرمز إليهم وإليهن بالأحرف الأبجدية من أسمائهم على أن يعلم فريق الدفاع عن المتهمين بالأسماء الصريحة فيما بعد، وخاطب صدام القاضي " نحن في هذه الحالة سنخاطب الشاهد بالحروف الأبجدية"، وقال القاضي " ستزود المحكمة وكلاء المحامين بالأسماء الثلاثية حتى يكونوا على علم بهم"، ورد صدام "نحن في هذه الحالة نخاطبه بالحروف الأبجدية".
وقال صدام "هل سنناقش الحروف". وقال القاضي "ستتكلم مع شخص موجود في القاعة".
وبعد أن طلب رئيس الادعاء العام في المحكمة القاضي جعفر الموسوي من هيئة المحكمة بضرورة اتخاذ القرار المناسب على عدم تجاوز المتهمين على الشهود وخاصة وأن عددا من الشهود سيدلون بشهاداتهم بينهم نساء من دون الظهور علنا عبر وسائل الإعلام المرئية.
فطلب برزان التكريتي من القاضي التعليق على كلام الموسوي "كلام الرفيق جعفر هو مجرد تخرصات وهي غير مقبولة لا في هذا المكان ولا غيره وغير محمودة".
وطلب رئيس الادعاء العام من هيئة المحكمة الرد على كلام برزان بعدم وصفه "بالرفيق" .
فرد برزان "كلمة رفيق سامية رفيق جعفر وهي راقية جدا لقد كانت معي في الحزب (حزب البعث العربي الاشتراكي)".
وقال رئيس الادعاء "أنا أمثل الهيئة الاجتماعية". فرد عليه برزان "أنت رفيقي وأنا أعتز بك أنا أتشرف بكلمة رفيق ألف مرة لماذا تزعل؟".
وأدلت الشاهدة التي رمز إلى اسمها بحرف (أ) بعد أداء اليمين وتم قطع الصوت عن الصحافيين بطلب من القاضي رئيس المحكمة لحماية الشاهدة.
ووافق القاضي رزكار على طلب عدد من محامي الدفاع مشاهدة الشاهدة بعد الانتهاء من الإدلاء بإفادتها بعد إغلاق جلسة المحاكمة عن أجهزة ووسائل الإعلام.
ثم أعيد صوت الشاهدة مشوشا حيث أكدت تعرضها للتعذيب بالسياط من جانب الأجهزة الأمنية العراقية وهي عارية وأنها وضعت داخل غرفة حمراء من دون إنارة مع إمرأة أخرى.
وساد الهدوء داخل قاعة المحكمة لحظة بدء الشاهدة بالإدلاء بأقوالها وشوهد صدام يدون ملاحظات على أوراق بين يديه تارة ويصغي تارة أخرى.
وقالت "دخلت السجون من عمر 16 إلى 20 سنة وتعرضت إلى أبشع أنواع التعذيب والصدمات الكهربائية ".
وأضافت "حرمنا ومعنا الأطفال من الغذاء وعشنا أقسى المعاناة في معتقلات داخل الصحراء".
وقالت "ونحن داخل المعتقلات أخذوا منا تبرعات عبارة عن فلوس ومصوغات ذهبية على افتراض أن هذا الإجراء سيخرجنا من السجن".
وأضافت الشاهدة (أ) أنه "بعد أربع سنوات من الاعتقال في السجون تم إطلاق 85 عائلة بينهم 14 من أفراد أسرتنا وتم نقلنا من الصحراء بواسطة 25 سيارة إلى مساكننا في الدجيل".
وقالت "أنا أشتكي في المحكمة ضد صدام وأعوانه". وأضافت "شكواي تتلخص في أن رئيس الجمهورية يكون خيمة للشعب وما حدث كان في عهد صدام".
وخاطب القاضي رزكار الشاهدة بأن تفاصيلها في الإفادة الحالية تختلف عن إفادة سابقة لها دونت قبل عامين، وقالت الشاهدة لأحد وكلاء الادعاء العام في سؤال من خلف الستار" لم يحقق معنا أي قاض عراقي في معتقل المخابرات وأبو غريب والسجون الأخرى ولم يزرنا أحد من المسؤولين ".
وكانت المحكمة قد استمعت في جلسة أول من أمس إلى إفادة شاهدين هما أحمد حسن محمد وجواد عبد العزيز اللذين قدما تفاصيل مدعمة بالأرقام والشواهد حول تورط صدام حسين وطه ياسين رمضان وبرزان التكريتي وعواد حمد البندر في إعدام وتهجير الأهالي
وتجريف الأراضي الزراعية والبساتين في الدجيل عام 1982.
وينتظر أن تستمع المحكمة بقيادة القاضي رزكار محمد أمين رئيس المحكمة الجنائية العليا في العراق إلى عدد آخر من الشهود.
وأفردت الصحف العراقية الصادرة أمس مساحات واسعة لتفاصيل محاكمة صدام معززة بالصور فيما يواصل عراقيون الاعتصام بالقرب من الأسوار الخارجية للمنطقة الخضراء مطالبين بإعدام صدام ومعاونيه في حادثة الدجيل.