كتابنا العلمي!

كتابنا العلمي!

عرضت علي إحدى الصديقات كتاب الفيزياء لكاتبه سيراوي وهذا الكتاب كما تخبرني من الكتب النادرة في مكتباتنا وما إن يطرح للبيع حتى يعود للنفاد مجدداً والسبب كونه من أفضل الكتب المستخدمة كمنهج للفيزياء حالياً.
لكن الصعوبة الوحيدة في التعامل مع هذا الكتاب هو كونه كتب باللغة الإنجليزية مما يقف حاجزاً في وجه كل طالب ومتخصص يبحث فيه عن معلومات تهمّه.
مشكلة اللغة هذه تفتح مجالا لمناقشة فقر المكتبة العربية وغياب الكتب الضخمة في العلوم البحتة والتي يعتمد عليها كمرجع، والحل السريع الذي يتبادر لذهني وأذهان الكثير هو إنعاش حركة الترجمة لنقل الإنتاج الغربي لمكتباتنا.
لكن أين التجديد وصنع المنتج المحلي؟ ففي الجامعات العربية كثير من الطلبة والأكاديميين المميزين الذين يبحثون بصورة مستمرة في مواضيع مواكبة للتطور العلمي حول العالم لكن هذه البحوث تبقى نسخا ورقية تركن في زوايا معتمة من المكتبات! ماذا لو تكاتفت الجهود لرفع شأن الكتاب العلمي العربي بدءاً من معارض الكتاب السنوية التي تمتلئ بعشرات الآلاف من العناوين وتختلط فيها كل الأذواق، لماذا لا يتم فصل الكتاب العلمي وإقامة معرض يختص به ليفتح المجال للحضور المتخصص وتقام على هامشه ورش العمل تهدف لاختيار الأفضل والإعلان عنه وتصويب المراجع المختلة إن أمكن.
هذه المعارض تفتح المجال أمام الناشر لطرح الكتب واستبدال الطبعات القديمة في الأسواق بالجديدة فموضوع العلوم والتقنية موضوع متجدد لا يتوقف كل عام.
البدء بخطوات الطفل لا يعيب ففي كل مركز أكاديمي اليوم تولد فرصة للتأليف ووضع المصنفات العلمية التي تخدم طلبة المركز وتمتد لمنفعة الآخرين.
وأكبر دليل على ذلك الملخصات الطلابية التي تملأ المكتبات كل عام بهدف تقنين الكم الهائل للمراجع واختزالها في ملف واحد، فيقوم كل منهم بترجمة المراجع الأجنبية وكتابة آراء الأساتذة المحليين ومن ثم وضع التعليقات الخاصة التي تظهر الجانب الشخصي على العمل ككل لتكن الملخصات هي البذرة الأولى للنشر العلمي والبقية تأتي.

[email protected]

الأكثر قراءة