نروح لمين؟
ما إن نبدأ بالمباركة لأحد ما بتسلمه وظيفته الجديدة، حتى نعود لمواساته على مصاعبها ومشكلاتها! فالعمل في بعض الجهات اليوم أشبه بالدخول إلى متاهة لا تنتهي، تبدأ بضبابية المسمى الوظيفي واختلاط الأعمال التي تحدد له للقيام بها ووصولاً إلى إجراءات الاستقالة!
عدم الصراحة التي تقوم عليها تعاملات الإدارات أحيانا تعرض الموظفين على اختلاف تخصصاتهم لمشكلات العطاء والإخلاص للوظيفة. فالعقود تأتي أحيانا مبكرة جداً قبل انتهاء فترة التدريب والتجربة وفي حالة رفضها الموظف سيكون عليه الانتظار طويلاً حتى يعرض العقد مجدداً عليه، وأثناء ذلك سيبقى بلا أي مميزات يحظى بها غيره من ذوي العقود.
وبأخذ نظرة مقربة على بيئة العمل نجد الموظفين وقد انقسموا أحزابا واضحة تمثل قدماء الموظفين، الموظفين الجدد، والإدارة والتعامل بين هذه الأحزاب أو الطبقات أحيانا صعب بعكس ما تتطلبه بيئات العمل الإيجابية. يشتكي الموظفون الجدد أيضاً من مشكلة التعرض لتجاوزات قانونية في تعاملات المؤسسات التي ينتمون إليها، وفي حالة تبليغ الموظف للإدارة بهذه التجاوزات سيكون عرضة للمغامرة بعملهم أو الإجبار على السكوت ومتابعة العمل فالساكت عن الحقّ يصبح أحيانا "الأفضل".
وعلى الرغم من السلبيات التي ذكرتها أعلاه إلا أن كثيرا من الموظفين والموظفات في بلادنا يبقون في حالة تردد ويتعايشون مع نظام العمل السيئ المفروض عليهم دون نية في التغيير أو الخروج لأن ترك العمل بالنسبة لهم هو دخول في دوامة البحث عنه من جديد. أعتقد أن جهات العمل المختلفة حالياً بحاجة إلى دراسة مشكلات الموظفين والتعامل معها قبل أن تتفاقم، عن طريق وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتوفير التدريب المستمر لضمان جودة العمل. وأخيرا إذا غابت الرقابة الرسمية عن المؤسسة فرقابة الله لا تغيب، فاتقوا الله يا مسؤولين في موظفيكم!