زارعي الدفء
غالباً ما يفاجئنا فصل الشتاء خاصة أن بلادنا من المناطق الصحراوية ذات المناخ المتطرف في مختلف المواسم. والمتضرر الأكبر في هكذا ظروف هم أولئك الأقل حظاً من الناحية الاقتصادية، أولئك الذين تقتصر مصروفاتهم وحساباتهم قصيرة الأجل على إيجاد القوت اليومي وتغطية تكاليف الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء.
يأتي الشتاء والجيوب منهكة من مصاريف الإجازة الصيفية الطويلة بما فيها من ترفيه ومناسبات اجتماعية ثم اختتمها الشهر الكريم وعيد الفطر.
شهور الشتاء هي فرصة لإيجاد تنظيمات جديدة في العمل التطوعي، ويقصد بذلك محاولة دعم الجمعيات الخيرية والمراكز المختصة بتوزيع المساعدات الشتوية للأسر المحتاجة والتعاون معها بتنظيم حملات تبرعات مصغرة حيث يوجد الأفراد القادرون على ذلك.
لماذا ننتظر تلك المساعدات لتحدث بالوقوف والتفرج عليها بينما نعلم جيداً أن خزائن منازلنا تفيض بما يزيد على الحاجة ونشتري المزيد لمجرد الاحتفال بموسم استهلاكي جديد! من مسجد الحيّ مثلاً يمكن الحصول على معلومات حول السكان المحتاجين أو الذين يعانون من ضائقة مالية مؤقتة ليتم دعمهم شخصياً ومباشرة.
وفي المدرسة تتعرف المعلمات والمسؤولات بشكل عام على الطالبات المحتاجات ويتمّ التفاعل معهن بتوفير المساعدات المناسبة حسبما تقتضيه المشكلات اللاتي يعشنها. لكن مشكلات الشتاء لا تقتصر على الملابس والتدفئة فهناك الأمراض السنوية التي تتولد مع الفصل البارد وفي طريقنا للبحث عن الفائض في الخزائن يمكن أيضاً الاستفادة من الأدوية التي لم تنته صلاحيتها كالمسكنات والمضادات الحيوية وعلاجات الربو التي تشتهر بارتفاع أسعارها، جمع الأدوية وتقديمها للعيادات ومراكز الرعاية الأولية سيساهم في خدمة الأفراد الذين لا يملكون تأميناً صحياً يتكفل بعلاجهم. الأماكن سالفة الذكر تمثل نسخ مصغرة عن المجتمع الكبير، وفيها يمكن تنظيم حملات لجمع التبرعات ومن ثم نقلها إلى المراكز الرئيسية للجمعيات في المناطق المتضررة. نحن نعلم أن هناك جهودا كبيرة من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة لكنها ستكون دائماً بحاجة إلى تفاعلنا.