وكالة تنظيم الأدوية: حالات انتكاس متكررة لمستخدمات البوتكس في الرياض!
أعلنت وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية التابعة للهيئة العامة للغذاء والدواء في الرياض وقوع حالات انتكاس متكررة لمستخدمات مادة "البوتكس"، اللاتي عالجن في عيادات ومراكز تجميل خاصة في الرياض، وتعد هذه المادة الأكثر طلبا واستخداما في هذه المراكز. وتحتوي "البوتكس" على مادة سمية تسمى علمياً "البوتيولين"، وهي المادة التي ثبت - حسب الوكالة - أنها سببت مشاكل صحية متعددة منها: ضمور العضلات، اعتلال في الحلق، والتهابات رئوية، مؤكدة أن الأمر يصل إلى الوفاة في بعض الحالات.
وتنتشر في الرياض حاليا عيادات ومراكز التجميل الخاصة بأعداد كبيرة؛ حيث تصرف هذه العيادات ملايين الريالات على التسويق والإعلان لجذب العنصر النسائي لها، مستخدمة لذلك أقرب الطرق لعقل المرأة (حلم الجمال الدائم)، حيث تجد النساء في هذه العيادات متطلبات آخر صيحات الموضة في تجميل الوجوه النسائية، بدءا بنفخ الشفاه التي تعتبر أكثر العمليات ربحية بالنسبة لهذه المراكز، مرورا بتوحيد اللون وتقشير البشرة، وصولا إلى شفط الدهون. كما تلجأ بعض العيادات إلى خوض غمار عمليات التجميل ذات الطابع الجراحي رغم خطورتها، والتي لم تعد حكراً على عمر معيّن أو جنس.
وللوقوف على جوانب هذه الظاهرة ومدى نجاح هذه العمليات في المنطقة والآثار المترتبة على الصحة والمال، التقت "الاقتصادية" بهالة الماجد (إحدى المريضات في عيادة متخصصة في الرياض)، تقول هالة: كنت أعتبر أنه لا عيب في العمليات التجميلية طالما أن هناك معاناة، وأنا كنت أعاني منذ زمن بسبب أنفي الذي لا يتفق مع تقاطيع وجهي، وعندما عملت له عملية تجميل أصبح متناسقا مع وجهي، ولكن هذا النجاح لم يدم طويلاً بعد أن عانيت آثار انتفاخات ومشاكل صحية, وازداد الأمر سوءا أن الطبيب الجرّاح كان زائرا للمركز المتخصص بجراحة التجميل ولا يمكن الاتصال به! ما كلفني التردد على عيادات مختلفة وبتكاليف باهظة. كما يذكر أحد الأطباء العاملين في مستشفى القوات المسلحة في الرياض أن حالات كثيرة تحول إليهم لعلاجها نتيجة مضاعفات علاجية في مراكز تجميل خاصة أجراها أطباء زائرون، غادروا البلاد بعد زيارة قصيرة، وهي طريقة تسويقية تلجأ إليها بعض المراكز لإغراء السيدات بأسماء طبية أجنبية للقدوم إلى المركز.
من جانبه، يؤكد الدكتور محمد عيد (استشاري طب وجراحة التجميل) أن مركز التجميل الذي يعمل به يستقبل نحو 50 حالة سنوياً رجالاً ونساء ممن يرغبون في تعديل صفاتهم الخلقية، وأن نسبة الرجال الذين يرتادون العيادات من 30 إلى 35 في المائة، أما باقي النسبة فتعود إلى النساء، إضافة إلى العمليات الصغيرة المتعلقة بنفخ الشفاه والتقشير، مشيرا إلى النساء في الرياض ينفقن ما يقارب خمسة ملايين ريال لعمليات تجميل. وقد ذكر تقرير إخباري قبل أيام أن أحد المراكز الجراحية الشهيرة في الرياض أجرى عملية تغيير لون لسيدة، وقد بلغت التكلفة العلاجية كاملة مليون ريال فقط لا غير!
إلى ذلك يكشف مدير إحدى الشركات المتخصصة في جراحات التجميل في السعودية (سلطان عبد الرحمن) أن متوسط صرف السعوديات على الجراحات التجميلية يبلغ 15 ألف ريال سنوياً، بينما تنفق 55 في المائة منهن ما بين 50 إلى 70 ألف ريال، ويضيف أن الاستثمارات التجميلية في السعودية التي يطلق عليها "صناعة الجسد" أخذت منحى جديدا، خاصة مع ازدياد الهوس التجميلي لدى السعوديات، ويتوقع أن يكون الاستثمار في هذا المجال الأعوام المقبلة القادمة أكثر ربحية، حيث وصلت نسبة الزيادة في الإقبال على مثل هذه المراكز 40 في المائة، بعد أن كان في 2004م لم يتجاوز 15 في المائة, متوقعا له الزيادة في ظل الإقبال الملحوظ على عيادات الجراحات التجميلية.