مواقف تمليك لـ "خط البلدة".. و"خلو القدم" يدفعه الأقوياء فقط!
"المكان محجوز" عبارة تحول دون وقوفك في شارع البطحاء الشهير (وسط الرياض)، يضعها بعض سائقي باصات "خط البلدة"، وهي وسيلة النقل المثلى للعمالة الوافدة من أصحاب الدخول المنخفضة، حيث تنقلهم من وإلى هذا الحي الذي يشتهر بزحامه الشديد نتيجة وجودهم بكثرة.
مع شروق شمس صباح يوم جديد تجتمع الباصات في نقطة البداية في حي البطحاء، بالقرب من سكن العمال الذين يتجهون بعد ذلك إلى شمال الرياض وشرقه لقطع مسافة 20 كيلومترا بسعر زهيد لايتجاوز الريالين، وبعد أن يكتمل الركاب عند قائد الباص تنطلق الرحلة متوجهة شمالا، وأثناء السير يتم التوقف في محطات أخرى لتحميل ركاب يجدهم على قارعة الطريق (عادة يكون طريق العليا الممتد من وسط الرياض إلى شماله)، وبعد أن يصل على حي المروج نهاية المشوار تبدأ رحلة العودة عكس الاتجاه وبالطريقة نفسها حتى يصل إلى حي البطحاء مرة أخرى في نقطة تعتبر البداية والنهاية للباصات من هذا النوع.
محمد القحطاني (سائق باص) أحد الذين يعملون يوميا على مدى سنوات في هذه المهنة، يقول القحطاني إن عمله اليومي فيه مشقة وتعب، إلا أن "لقمة العيش" تتطلب المثابرة والمتابعة وعدم التوقف، مشيرا إلى أن المشكلة التي يعانيها، هي أن بعض أصحاب الباصات يحددون مواقع لهم في حي البطحاء، يصعب عليه الوقوف فيها إن أراد الوقوف، بحجة أنهم اشتروا تلك الأماكن ودفعوا فيها مبالغ لأشخاص آخرين كـ "خلو قدم"! رغم أن الكل يعلم أن الشارع يعتبر ملكا عاما للدولة، ولا يمكن للأشخاص أن يتحكموا فيها، إلا أن هذا ما يحصل من البعض الذي يأخذ الأمور بالقوة للأسف!
ويضيف القحطاني أن هناك مشاكل أخرى تقع على بعض أصحاب باصات "خط البلدة"، وهي عدم بيع أو شراء تلك الباصات بسبب إنتهاء الرخصة وعدم تجديدها من قبل المرور، فجميع الباصات تموت بعد وفاة صاحبها الأصلي، وتلك القضية تسبب لهم متاعب جمة مع إدارة المرور، مشيرا إلى أن كثيرين منهم يحصلون على قسائم ومخالفات مرورية نتيجة ذلك، مطالبا مسؤولي إدارة المرور التنبه لهذه المشكلة وإيجاد حل لها، بإعطاء أصحاب الباصات رخصا جديدة وتنظيما أفضل من التنظيمات الحالية.
وبين القحطاني أن رحلاته اليومية تبدأ في الصباح الباكر وتنتهي مع آذان الظهر، فيما تبدأ الرحلة الثانية قبيل صلاة العصر وحتى الساعة العاشرة مساء، وقد وجد منها الخير الكثير حسبما يقول رغم السعر الزهيد لتذكرة الركوب، إلا أن الأعداد الكبيرة في بعض الأيام تغطي مشكلة السعر المنخفض، مبينا أن يوم الجمعة يعتبر من الأيام التي يكثر فيها الركاب وتزدحم المواقف فيها بسبب كثرة العمالة وتوافدهم على حي البطحاء.
وأشار القحطاني إلى أن أغلب ركابه من الجنسية الآسيوية وكذلك الجالية المصرية، أما السعوديون فيندر أن يستخدموا هذه الوسيلة، وذلك لعدة أسباب أهمها ازدحام الباصات، وعدم وجود تكييف ووسائل راحة داخل الباص، إضافة إلى أن الركاب أغلبهم لايجلسون على المقاعد لكثرة الركاب في الباص.
وزاد القحطاني في حديثه أن هناك مشاكل يتعرض لها أصحاب الباصات من خلال محاولة بعضهم تحميل أكبر عدد من الركاب، حيث تكون هناك منافسة كبيرة للفوز بأكبر عدد فينتج عن ذلك مشاجرات بين قائدي المركبات وقد يحدث ما لا يحمد عقباه.