نحن هنا لقهرك!
يوما بعد يوم تشكك شريحة كبيرة من طالبات التعليم العالي في حقيقة الشعار الذي تطلقه الموظفات الإداريات بمختلف الجامعات " نحن هنا في خدمتك !”.
بين الشعارات المثالية والواقع بون شاسع لا يلمسه إلا من يدخل تجربة إنهاء معاملة أو استكمال تسجيل، أو لنقُل إجراءات يومية اعتيادية يفترض ألا تستغرق أسابيع في عصر السرعة.
في المكاتب أكداس ورقية بلا حصر أو تبويب يميزها ما يعني استخدام طريقة البحث اليدوي البدائية التي سترفع معدل الفوضى.
أما جهاز الحاسب في زاوية المكان فهو مجرد جزء من الديكور وأداة لتجميع الغبار، وأعطاله كما يبدو أكثر من استخداماته.
والموظفة المسؤولة عنه من جانب آخر لا تتقن استخدامه غالباً فكيف ستصلح حالاته الطارئة ؟
الهاتف هو الآخر جزء من الديكور، وفي حالة أخذكم الحماس يوماً للاستفسار قبل الحضور لا تستغربوا أبداً من نغمة " مشغول" فالسماعة ببساطة ستكون مرفوعة!
ولا أعتقد حقيقة أن شخصاً يقبع خلف هذا المكتب سيكون مستعداً لخدمة المراجعين كما يجب، إضافة إلى الصبر الذي ينفد بسرعة جراء كثرة الطالبات واختلاف تساؤلاتهم حينها تفقد الموظفة أبسط مقومات التهذيب على الرغم من كونها أكاديمية حصلت على قدر لا بأس به من التعليم.
وإذا حاولت الدخول معهن في نقاش جاد حول إمكانية تطوير مستوى العمل ستبدأ بالدوران معها في حلقة مفرغة.
ما تبحث عنه الطالبة في هذا الوضع هو الحلّ السريع "نسبيا" أو على أقل تقدير تنفيذ وعود إنجاز المعاملات التي تربط بمواعيد عشوائية.
مشكلة أخرى تصادف الطالبات القادمات من مناطق خارج المدينة أو بعيدة نسيبا عن مقر الدراسة، فحجز رحلات الطيران أو الحصول على وسيلة مواصلات متوافرة يصبح كابوساً لتصبح المراجعة بين أمرين إما الانتظار اللانهائي أو العودة من حيث أتت على أمل الفرج!