مدينة متروبوليتانية
عندما ينتقل السكان الجدد إلى مدينة متروبوليتانية مثل الرياض يحتاجون إلى أكثر من خريطة للشوارع ولمواقع مجمعات التسوق، خاصة أولئك الذين لا يملكون أي صلات قرابة في المدينة أمثال الطلبة في السكن الخاص في الجامعات والموظفين والعمالة الأجنبية. تحتفظ كل منطقة سكنية في الرياض بخصائص تميزها عما سواها، والساكنون فيها لديهم فكرة مسبقة عن تكاليف المعيشة وأفضل الخدمات المتوافرة بالقرب منهم، لكن القادم الحديث بحاجة لـ " كورس" تدريبي في هذا المجال.
في حاجة لمعرفة المدارس الأفضل لأطفاله، والمستشفيات التي تقدم أعلى درجات الاهتمام وغيرها من الخدمات اللصيقة بالحياة اليومية. هذه النقلة تضع حتى أكثر الأشخاص اجتماعية أمام كتلة من الغموض بحاجة للاستطلاع، بحاجة لمن يمسك بأيديهم بعد أن تخلوا عن خلفياتهم الثقافية وسبل عيشهم السابقة للاندماج في الحياة الصاخبة والمتجددة كل يوم، هنا أشير إلى أن الإحصاءات السنوية أظهرت أن "الهجرة الداخلية" لمدينة الرياض من مختلف مدن المملكة تشكل الداعم الرئيس لمعدل النمو السكاني، لذا فالشريحة المقصودة بالحديث هنا لا تنحصر في مجموعات صغيرة من السياح العابرين!
من خلال زيارة اطلاع على موقع المدينة على شبكة الإنترنت وجدت أن بعض الأقسام تشكو من غياب التحديث لفترات تتجاوز الشهر وهذا حتماً يصعّب عملية البحث عن الخدمات. وفي قطاع المطبوعات تسهم الصحف المحلية في نشر الوعي وإعطاء صورة عامة عن الحياة في الرياض، ولكنها لا تقف على التفاصيل الصغيرة. والمنشورات الأسبوعية غير مستثناة من عملية التعريف لكنها في الغالب خاصة بالإعلانات المبوبة وتركز على ثقافة الاستهلاك والتسوق فقط دون التطرق للحياة الاجتماعية.
بعيداً عن التقنية والبحث بين الصفحات الورقية، يبقى للطرق التقليدية طعمها الخاص ونتائجها السريعة في إيجاد جو من الارتياح لدى حديثي الاستقرار وأقصد هنا جماعة المسجد والزيارات المتبادلة بين السيدات.