"الجمعية" خيط إنقاذ للمتعثرين ماليا.. والبنوك أكبر المتضررين منها
"الحاجة أم الاختراع".. لعل هذا القول المأثور المبرر الأكثر إقناعا لدخول عدد كبير من الشبان في ما يسمى بـ "الجمعية"، و"الجمعية" هنا ليست منشأة أهلية أو حكومية ولا تمثل نوعا من النقابات أو الاتحادات التي تجمع أصحاب المهنة الواحدة، بل هي فكرة قديمة تجددت مع "الحاجة" إلى موارد مالية وتحقيق الرغبات المختلفة، دون إضافة أعباء مالية بسبب الوفر المالي المفاجئ، خصوصا أن القروض البنكية تحتاج إلى نسبة فائدة عالية، فيما "الجمعية" تؤدي غرض القرض المالي دون فوائد.
تقوم فكرة "الجمعية" على اجتماع عدد من الأشخاص في منشأة ما، واستقطاع جزء من رواتبهم لتسليمه زميل لهم من المشتركين في الجمعية، ويتم فيما بعد جمع المبلغ نفسه من المشتركين في الجمعية لتسليمه آخر وهكذا، حتى يتم تسليم الجميع، وهو ما يعتبره البعض قرضا تعاونيا بدون فوائد. ويستخدم العملية عادة الموظفون أو الزملاء وكذلك الجيران سواء من الرجال أو النساء، على أن يفوق عدد المشتركين عشرة أشخاص فما فوق.
"الجمعية" كمفهوم تعاوني أضحت شائعة بين الموظفين هذه الأيام، خصوصا مع ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية بنسب عالية، يصعب على الكثير مواجهتها مع ثبات الرواتب عند الموظفين والموظفات، إضافة إلى أصحاب الرواتب المتدنية والتي تمتنع الشركات والبنوك عن منحهم قروضا شخصية لتدني رواتبهم.
ويعود تاريخ جمعيات الموظفين عندما اقتبسها المجتمع السعودي آنذاك من الجالية المصرية إلى ما قبل نحو 50 عاما، عندما اكتشفوا أنهم يقومون بإنشاء مجموعات خاصة لجمع مبلغ مالي من كل شخص وإعطائه لأحدهم، ومن خلال ذلك بدأت تلك الفكرة بالتداول في أوساط المجتمع السعودي حتى انتشرت في مختلف أنحاء المملكة.
وتحدث لـ "الاقتصادية" أحد المهتمين بهذه الجمعية جلوي العقيفي، حيث أكد أنه من المؤيدين لفكرة جمعية الموظفين، والتي تقوم بدور البنوك ولكن دون أخذ فوائد أو أرباح مالية على الشخص، خصوصا أن المجتمع حاليا يعاني مشكلات مالية كبيرة وعند محاولته الحصول على قرض تشترط البنوك أرباحا إضافية يعجز الموظف عن سدادها.
وأوضح جلوي أنه يوجد عدد من الجمعيات التي مر على إنشائها سنوات وبأعداد كبيرة، ولم يتم حلها لوجود اتفاق ومعرفة تامة بكل الأشخاص المشاركين فيها، مبينا أنه اشترى قطعة أرض من خلال اشتراكه في جمعية، وأنه مشترك مع 30 شخصا ولهم قرابة الأعوام الثلاثة، ومن خلال تلك الجمعية استطاع أن يشتري قطعة الأرض، مشيرا إلى أن هدفه المقبل من الاشتراك في جمعية سيكون بناء منزل خاص على هذه الأرض.