أسبوع الجداول .. أزمة موسميّة

أسبوع الجداول .. أزمة موسميّة

لا تزال بعض جامعات العاصمة تتبع الأساليب البالية التي أكل عليها الدهر وشرب، وكأن هذه الجامعات – التي يفترض أن تكون سبّاقة في تسخير التقنيات الحديثة لتسهيل الكثير من الإجراءات الروتينية كالقبول والتسجيل – غير معنيّة إطلاقاً بمثل هذا الأمر مع الأسف الشديد إن بعض جامعاتنا ما زالت تعتمد على الطريقة ذاتها التي كانت معتمدة قبل أكثر من عشر سنوات، وفي الوقت الراهن أزمة طلاب الجامعة فيما يعرف بـ"أسبوع الجداول" أوضح دليل على هذا التخلف الأكاديمي.

مصطلح أسبوع الجداول – عزيزي القارئ – لا يعني أنه سبعة أيام فقط بل أنه قد يتعدى ذلك إلى الأسبوع الثاني منذ بدء الدراسة، وهكذا يقضي الطالب الجامعي الأسبوعين الأولين ((معقّباً))، فهو بتنقله بين لوحة الجداول التي تعرض عدد الشعب وأسماء المقررات وأوقات المحاضرات وبين وقوفه في الطابور الطويل أمام مكتب شؤون الطلاب وموظفي القبول والتسجيل يكتسب بعض مهارات المعقّب الناجح. ولا ندري، ربما يكتشف الطالب في نفسه بعض الجوانب الاحترافية التي تتطلبها هذه المهنة!

ما ينفطر له القلب أن هذه الجامعات المتخلفة تقنيّاً تخرّج كل سنة دفعة جديدة من حملة بكالوريوس علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات، دفعة جديدة من طلاب الحاسب الذين يزرعون أفنية الجامعة جيئة وذهاباً بداية كل فصل دراسي ولمدة أسبوع على الأقل من أجل إصدار رخصة الدراسة الأكاديمية "السيد جدول" بينما زملائهم في الجامعات الأخرى يجهلون مثل هذه الأمور تماماً، فهم يكتفون بالدخول على موقع جامعتهم وتسجيل موادهم خلال الأسبوع الذي يسبق الدراسة، موقع جامعتهم الفاعل الذي يقدم الخدمات ويوفّر الجهد والوقت، موقع جامعتهم الذي لا يكتفي برصد أخبار الإدارة واستعراض منجزاتها!

[email protected]

الأكثر قراءة