من أجل لعبة!

من أجل لعبة!

احتجت العديد من المنظمات الإسلامية على شريط بلاي ستيشن يتبارى خلاله اللاعبون على قتل المسلمين، ويرون فيه تحريضا سافرا على قتلهم، استغربت الاحتجاجات على "حتة" لعبة، وزاد استغرابي على وصف اللعبة بالتحريض، لا أجد في اللعبة أي تحريض، هي مجرد لعبة جسدت واقعا مؤلما، هي لا تحرض بل تنقل مشاهد لآباء يقتلون المسلمين، وجسدها كلعبة ليستمتع بها أطفالهم كما آبائهم.
كان يتعين أن لا نحتج على الأطفال وهم يقتلون مسلمين عبارة عن شخوص كرتونية، بل نحتج على الآباء وهم يقتلون مسلمين من لحم ودم. دائما ما ننظر لتوافه الأمور ونقف معها موقفا حازما وهي لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة للآخرين، وفي الأمور العظام نقف موقف المتفرج غير المبالي بالأحداث التي تمر أمامه ولا نتجاوب معها ولا نتفاعل حتى بتحريك الشفاه أو بالتألم وهو أضعف الإيمان.
كنا نحتاج إلى احتجاجات لما يحدث في دول إسلامية كثر، يسفك فيها الدم المسلم سواء بيد أبنائه أم بغيرهم، في كل يوم تطالعنا الأخبار وتتابع بقتل المسلمين وتمر مرور الكرام وكأنها أخبار طرائف نتابعها ونستمتع بها ولا تحركنا.
يجب أن نتألم أولا لما يحدث في الحقيقة، ونحتج عليها ونرفضه وعندما نوقفه سيكون مهضوما أن نحتج على الخيال والألعاب الكرتونية. احتجوا على موتى الواقع لا موتى الخيال.

[email protected]

الأكثر قراءة