تخيل أنك صيني!
تخيل أنك صيني!
حكايات "الصحة" لا تنتهي، الكثير يشتكي من خدماتها ويندب حظه العاثر الذي جعله مرتبطا بمستشفيات الوزارة، المواعيد بالأشهر والأسرة غير شاغرة ويحتاج توفيرها إلى جهد كبير وربما لا يجدي معها أي جهد، والأدوية لا يمكن أن تجدها متوافرة طوال العام، فلا بد أن تعاني نقصا وشحا.
مشاكل المواطن مع "الصحة" لا يجدي معها صراخ أو نحيب ولن يسمع لك أحد نتيجة صراخك ولن تُرحم بسبب نحيبك، أفضل حلول هذه المعاناة هو الخيال، الخيال حل لمن لا حل له، بمعنى واحد "مفلس" يتخيل أنه في نعيم وأثرى أثرياء الأرض، وكذلك مع الصحة الخيال أظن أنه الحل الوحيد لينام المواطن قرير العين ولو به أوجاع الدنيا كلها.
تخيل عزيزي المواطن أن اسمك الرباعي هو " كي مو سنق صن"، وتعيش في الصين بين مليار وكم مليون صيني من أبناء جلدتك، أغمض عينيك وترقب الكارثة المقبلة، تخيل أن وزارة الصحة انتقلت معك هناك إلى الصين وأصبحت مسؤولة عنك أنت وعن المليار الصيني، تخيل المعاناة التي كنت تعانيها هنا وهي فقط مسؤولة عن تقديم الخدمات لـ 16 مليون شخص، فما بالك لو كان العدد يفوق المليار كما في الصين جنسيتك الخيالية.
وإذا ما عندك قدرة على الخيال والعيش بصحبة وزارتنا الحبيبة في بكين، فلك عندي خيال صغير يمكن أن يريحك على الآخر، تخيل أنك موظف في القطاع الخاص وتعالج عن طريق التأمين الصحي في المستشفيات الخاصة ومفتك من مستشفيات الصحة الطاعنة في الإهمال.