تربية الآباء أولا..
"مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر"، حديث شريف يدعو إلى تعويد أطفالنا وتعليمهم الصلاة عند السابعة وضربهم عليها في سن العاشرة حال تقصيرهم في أدائها. حريصون جدا على تطبيق هذا الحديث، وأحيانا نتجاوزه لنعلمهم ونعودهم على الصلاة في سن مبكر وقبل السابعة بكثير، حتى إن بعض الأطفال يرافق والده للمسجد وفي يده الرضاعة. ما أن تدخل مسجدا إلا وتجد الكثير من الأطفال أقل من سن السابعة يسرحون ويمرحون، وكأنهم في حديقة أو في ملاه، صراخ ولهو وإزعاج تحت عين وسمع آبائهم والذين لا يحركون ساكنا.
يخيل لك وأنت تشاهد لهو الأطفال في المساجد أن آباءهم قالوا لهم "هيا للمسجد لتلهو، لا ليعلموهم ويعودوهم على الصلاة"، انتهاك لقدسية المسجد ومساس بحرمته وحرمان المصلين من الخشوع، بفعل هؤلاء الآباء قليلي التربية، نعم هؤلاء الأطفال غير المتربين نتاج آباء أهملوا تربية أبنائهم.
ما زلت أتذكر اقتراحا اقترحه جارنا المسن أبو محمد - رحمه الله - قبل سنوات عندما وبخ إمام مسجدنا بعد إحدى الصلوات الآباء، وطالبهم بتعويد أطفالهم على احترام حرمة المسجد، وشدد على ضرورة معاقبتهم عند اللهو، عندها نهض أبو محمد وقال "هؤلاء أطفال لا يمكن معاقبتهم، يجب أن نعاقب آباءهم، هؤلاء يحتاجون إلى تربية أولا قبل أن نطلب منهم تربية أطفالهم، وتربيتهم لا تتم إلا بجلدهم أمام أطفالهم"، ليت فكرة أبو محمد تعمم على كل المساجد، فأي طفل يلهو يتم معاقبة والده أمامه وبطه بطا لا ينساه طول عمره، فالمساجد ليست للهو واللعب!