"في خدمتكم".. مكتب حكومي لحل مشكلات الأهالي قبل 55 عاما
"في خدمتكم".. مكتب حكومي لحل مشكلات الأهالي قبل 55 عاما
في عصر الإنترنت والمعاملات الإلكترونية، لم تعد أرباح مكاتب التعقيب والخدمات
العامة كما كان حالها في السابق، إذ إن المتعاملين مع الإنترنت يكتفون الآن بإنهاء
مراجعاتهم الحكومية والإلكترونية بالضغط على أزرار لوحة المفاتيح الخاصة
بكمبيوتراتهم الشخصية في منازلهم، أو على الأقل إنهاؤها بخدمات الهاتف الآلي.
هذا ما يحصل الآن، أما ما كان يحصل قبل 50 عاما عندما كان الأميون يمثلون
نسبة كبيرة من عدد السكان، ولم يكن حينها مكاتب الخدمات العامة كفكرة بدأت
حينها، لذلك كان لزاما وجود مكاتب لإنهاء معاملات المواطنين المختلفة ودلهم على
الطرق السليمة لحل كل معاملة على حدة، لذلك كان مكتب "في خدمتكم" الذي تم
تأسيسه لأول مرة في حي الثميري وسط الرياض عام 1374هـ، وقد أطلق الأمن
العام الذي يشرف على تشغيل المكتب هذا الاسم للدلالة على ماهية عمله، وبدأ
تشغيل المكتب لمساعدة الأهالي في مراجعاتهم الحكومية في مكان مميز على شارع
الوزير سابقا، والمسمى الآن بـ "شارع الملك فيصل" وسط العاصمة الرياض.
وخلال عشرة أعوام من إنشاء المكتب خدم جميع سكان الحي وزواره، وسهل عليهم
مراجعاتهم في مختلف الدوائر الحكومية، إلا أن عبارة "في خدمتكم" لم تدم طويلا،
وتم استبدالها بعد مرور العشرة أعوام بـ "مخفر شرطة الثميري"، وواصل المخفر
الجديد نشاطه لفترة طويلة وتم إغلاقه منذ عام 1993م وحتى الآن.
وتولى قيادة مكتب "في خدمتكم" العديد من القيادات الوطنية التي أسهمت في حل
قضايا وخدمة المجتمع السعودي آنذاك، حيث كان من بين القيادات أسماء كبيرة ما
زالت عالقة في أذهان رجال المملكة القدامى والذين عاصروا تلك النخبة حيث كان من
ضمن تلك الأسماء ، الفريق طه صخيفان، العميد محمد علي الطايفي، حسين
زقزوق، وابن عساف.
والتقت "الاقتصادية" بأحد رجال الأمن الذي كان شاهدا على افتتاح وتأسيس مقر "
في خدمتكم"، حيث أكد محمد بن عادي، أن الأمن العام افتتح المكتب قبل 55 عاما
لخدمة وحل قضايا سكان حي الثميري، وقال: كنت أعمل في مركز شرطة
الجبيلة، الذي يعد أول مركز شرطة في السعودية , وفي عام 1374هـ تم افتتاح
مقر في خدمتكم"، مشيرا إلى أنه باشر عمله في عام 1376هـ في مقر المكتب في
شارع الوزير سابقا والمسمى حاليا بشارع الملك فيصل بعد مرور عامين فقط على
افتتاحه.
وأكد محمد بن عادي الذي يبلغ من العمر حاليا 91 عاما، أن المكتب ترأسه العديد
من رجال الأمن الأكفاء الذين كان لهم دور كبير في الأمن العام حتى تقاعدوا، مبينا
أن عدد من تولى قيادة المكتب لقي ربه والبعض منهم ما زال على قيد الحياة، مشيرا
إلى أن ذلك المكتب رغم وجوده في وسط العاصمة، إلا أن عدد أفراده كان قليلا جدا ولا
توجد لديهم دوريات لبساطة الحياة وقلة القضايا سواء الجنائية أو الأمنية.