المسلسلات المحلية في رمضان تهزم الدراما الحقيقية بضربات قاضية من التهريج والإسفاف وتسؤل الضحك
لم يعد منطقيا أو مستساغا ذلك الإسفاف والتجاوز الذي تحمله بعض المسلسلات الرمضانية المتخمة بكل "ما شذ وعاب"، مسلسلات تستجدي الضحك بطرق لا ينقصها التهريج، وأخرى تكرر بذاءات لفظية وإيحاءات شاذة، يعرف أصغر طفل أنها " عيب"، فأصبحت الكوميديا في عصرنا وجبة سريعة بلا طعم ولا لون، صارت تهريجا يمتهن الفن ولا يحترم ذوائق المتلقين.
حين ننطلق من انتقاد تبديد وقت الشهر الكريم فيما لا طائل منه، فإننا في الوقت ذاته لا نتصنع المثالية بإطلاق التهم جزافا، ولكن ندرك أن ثمة مساحة من الترفيه المشروع يمكن تقبلها في إطار فني ومهني مقنع
جاء مسلسل "كلنا عيال قريّة" باختيار السدحان والقصبي لتبسيط الأمور واختزال الشخصيات جميعها في سليّم وكريّم، لكنهما لم يحسبا حساب أن التبسيط قد لا يخلو من تسطيح وإسفاف أحياناً، فلا المشاهد المثقف الذي كان يقف على حلقات نقد اجتماعي في طاش سيقبل بمجرد كوميديا الموقف الواحد التي يقترحها "أبناء قرية"، ولا المشاهد العادي جداً سيستسيغ تكرار فكرة المواطنين البسيطين اللذين يقعان في المقالب ذاتها دائما، ولاسيما وهو يرى تلعثم القصبي "المفتعل" في سبيل تقديم شخصية "الساذج"، ناهيك عن تجاوزات لفظية لمست " العيب " الاجتماعي من خلال مفردات لا تليق أن تعرض على شاشة فضائية! .
ويشترك في ارتكاب وصمة " العيب " مسلسل " بيني وبينك" الذي ارتكب فيه فايز المالكي وحسن عسيري جريمة إظهار جملة محكية لم يسبقهما إليها أحد في عالم المفردات البذيئة التلفزيونية، أدخلتهما في مأزق الإساءة للذوق العام بطريقة أو بأخرى.
لتفاصيل أوسع طالع زاوية رمضانيات