سياح الرياض يعودون إلى مدينتهم قبل انتهاء الإجازة الصيفية
سياح الرياض يعودون إلى مدينتهم قبل انتهاء الإجازة الصيفية
بدأت قوافل المصطافين من سكان مدينة الرياض العودة بشكلٍ تدريجي إلى العاصمة, على الرغم من عدم انتهاء الإجازة الصيفية ولهيب الصيف الحار وذلك لدخول شهر رمضان المبارك الذي جاء في هذا العام ضمن الإجازة الصيفية للطلاب والطالبات فدبت الحياة في العاصمة بعد أن ظلت شبه ساكنة فترة من الزمن.
وقد أعرب عدد من المواطنين عن شدة ارتياحهم للسياحة داخل ربوع الوطن، لما وفرته الهيئة العليا للسياحة والقائمين عليها من خدمات وتطوير للمواقع والمدن السياحية في المملكة توازي ما يقدم في المناطق السياحية المشهورة في العالم، كخيام العروض البهلوانية والسيرك، والخدع، والملاهي، والأمسيات الشعرية، وتوافر الراحة النفسية بالنسبة للناحية الأمنية، إضافة إلى سهولة التعامل مع أهل المنطقة، معتبرين السياحة الداخلية أقل تكلفة مادية من السياحة الخارجية .
وقد قابلت "الاقتصادية" بعض المصطافين لمعرفة انطباعاتهم عن السياحة الداخلية ومعرفة أكثر المناطق السياحية في المملكة جذباً بنسبة إليهم، فبلغت نسبة توجه المصطافين إلى المنطقة الغربية وبالأخص مدينة الطائف أعلى نسبة حيث بلغت 53 في المائة، وجاء في المرتبة الثانية المنطقة الجنوبية بنسبة 38 في المائة، وأما المنطقة الشرقية فبلغت النسبة فيها 9 في المائة.
هذا وقد تحدث المواطن عبد الرحمن الشهري فقال: " أنا من المؤيدين للسياحة الداخلية، لأنها تُغني عن حجوزات الطيران التي قد تلغى لأي سبب، ما يؤدي إلي التأخير أو حتى صرف النظر عن الإجازة، إضافة إلى نعمة الأمن الموجودة داخل البلاد، ووجود التوافق في العادات والتقاليد بين الأفراد، مما يسهل طريقة التعايش معهم، وأشار بأنه في فترة الصيف تبلغ قيمة الإيجار للشقق المفروشة في خميس مشيط ما بين 200 و500 ريال، أما بالنسبة لمدينة أبها فقد يبلغ السعر ما بين 400 و1000 ريال للشقة، حسب مساحة الشقة وموقعها.
وحول السلبيات التي تواجه السائحين أجاب عبد الرحمن بقوله: "لعل مشكلة البحث عن السكن هي من أهم المشاكل التي تقابل المصطافين، لعدم وفرة شقق تتناسب مع عدد العوائل القادمة إلى المنطقة "، لافتاً النظر إلى أن المطاعم في المناطق السياحة ليست على مستوى عال، إضافة إلى النقص الكبير في مطاعم الوجبات السريعة التي تعتبر ركيزة مهمة في غالبية المناطق السياحية.
كما تحدث مرزوق العتيبي لـ " الاقتصادية " فقال :" إنه يفضل السياحة الداخلية للقيام بزيارة أقاربه خارج منطقة الرياض، وقضاء فترة الصيف معهم، إضافة لمعرفته التامة للأماكن التي يريد زيارتها، مما يوفر عليه الجهد في البحث عن الموقع المناسب إذا ما أراد الخروج للمنتزهات البرية "، مبيناً أنه قرر قضاء إجازته السنوية في مدينة الطائف لقربها من مكة المكرمة لأداء العمرة، مشيداً بالخدمات السياحية التي تتوافر في المنتزهات البرية وبعض البرامج الترفيهية في عديد من الحدائق العامة في الطائف .
ولفت النظر إلى بعض السلبيات التي واجهته، منها : وجود المضايقة من الشباب في أماكن تجمع العائلات، وصدور تصرفات غير واعية منهم، مما يتسبب في مضايقة رب الأسرة، كما يظهر جلياً الاستغلال المادي من أصحاب الشقق المفروشة، حيث بلغ سعر الشقة الصغيرة 350 ريالا، مع عدم العناية بالشقة المؤجرة من ناحية النظافة العامة، وكذلك عدم توافر مطاعم على مستوى عال من الجودة، محاولاً معرفة حقيقة الأسباب المؤدية لهذا التهاون.
أما فيما يتعلق بالسياحة الخارجية فعلق قائلا: لا مانع من زيارة المناطق المشهورة بمناظرها الطبيعية الخلابة، ومعالمها الأثرية من باب زيادة الثقافة والمعرفة.
من جهة أخرى، أبدى عددُ من المواطنين تخوفهم من تدني مستوى السياحة في المملكة بسبب سوء الخدمات المُوفرة في المناطق السياحية، مما يؤدي إلى إجهاد
السائح لإيجاد مسكناً خاصاً به، بجانب وجود الغلاء في أسعار الوجبات الغذائية، وأيضاً عدم الاهتمام بالمرافئ العامة المبنية في المنطقة السياحية، ما أدى إلى التوجه للبديل المتمثل في السياحة الخارجية، على حساب الزيادة في التكلفة المادية.