3 عوامل تدير توجهات أسواق النفط هذا الأسبوع

3 عوامل تدير توجهات أسواق النفط هذا الأسبوع

ثلاثة عوامل ستتركز عليها الأنظار للنظر في توجهات السوق واحتمالات تطور سعر البرميل, وهي: النظر فيما سيخرج به اجتماع منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك", الذي سيبدأ يوم غد الثلاثاء في مقر المنظمة في فيينا، وحزمة من المؤشرات الاقتصادية سواء معدل العطالة المتصاعد في الولايات المتحدة وقوة الدولار الذي تحسنت قيمته التبادلية تجاه العملات الأخرى، وهناك أيضا العامل الثالث المتمثل في أن موسم الأعاصير لم ينته بعد، ووجود احتمال أن تتطور العواصف المتوقعة مثل "أيك"، "حنا", وجوزفين إلى أعاصير ذات تأثيرات سلبية, مع ملاحظة أن موسم الأعاصير يستمر في المنطقة الكاريبية حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وبالتالي يظل احتمال تأثر منطقة خليج المكسيك، التي تحتضن مرافق رئيسة في الصناعة النفطية الأمريكية قائما. وكل هذه العوامل تضيف إلى حالة عدم الوضوح وغياب اليقين التي تواجهها السوق.
ففي ختام الأسبوع الماضي تراجع سعر البرميل إلى أدنى معدل له في فترة خمسة أشهر، وفي الوقت قفزت ذاته نسبة العطالة والباحثين عن عمل إلى 6.1 في المائة الشهر الماضي من 5.7 في المائة في تموز (يوليو) متجاوزة نسبة 5.8 في المائة التي كان يتوقعها المحللون. وعززت هذه المؤشرات القلق حول حدوث تراجع في الوضع الاقتصادي ينعكس على الطلب بما في ذلك النفط. كما اختتم الأسبوع بتحقيق الدولار أعلى معدل له مقابل اليورو هذا العام، حيث وصل إلى 1.41 دولار، وساعد على ذلك المتاعب التي بدأت ترشح عن الاقتصاد الألماني، وهو أكبر اقتصاد في دول الاتحاد، وكذلك الصورة القاتمة لوضع الاقتصاد البريطاني المتجه إلى الأسوأ، وأدى كل هذا إلى تحقيق الدولار أفضل معدلات له مقابل الجنيه الاسترليني في فترة عامين ونصف عام.
وأبرزت تحركات المخزونات الأمريكية حالة الارتباك التي تسود السوق. فالمخزون من النفط الخام سجل تراجعا مقداره 1.9 مليون برميل إلى 303 ملايين في الأسبوع المنتهي يوم الجمعة الماضي، بينما تراجع مخزون البنزين بنحو المليون برميل إلى 194.4 مليون والمقطرات تراجعت 400 ألف برميل إلى 131.7 مليون برميل. ومع حدوث تراجعات في مختلف هذه الأنواع، إلا أن مخزون البنزين تراجع بأقل مما كان متوقعا، مع وجود انخفاض أكبر بالنسبة إلى المخزون من الخام والمقطرات وبصورة أدهشت المراقبين, علما أن المقطرات تشمل الديزل وزيت التدفئة المطلوبة من المستهلكين.
من ناحية أخرى تراجعت الواردات من النفط الأجنبي الخام بنحو 149 ألف برميل إلى 9.8 مليون برميل يوميا، لكن الإمدادات من صناعة التكرير سجلت زيادة بلغت 147 ألف برميل إلى 15.3 مليون برميل، والوحدات في المصافي تعمل بطاقة تصل إلى 88.7 في المائة. وخلال الفترة التي غطاها التقرير بلغ إنتاج البنزين إلى 9.4 مليون برميل يوميا والمقطرات 4.5 مليون.
ويبقى السؤال الحيوي أمام وزراء "أوبك" عند لقائهم إذا كان الاتجاه التنازلي لسعر البرميل سيقف عند 100 دولار أم يتخطاها إلى ما دون ذلك. وهذا بدوره يطرح السؤال المفصلي عن السعر الذي تفضله "أوبك" وستعمل للدفاع عنه. فسعر 100 دولار يبدو حاجزا نفسيا أكثر منه معدلا عمليا ومرضيا للمنتجين والمستهلكين. ومع بروز تأثيرات الأسعار المرتفعة خلال الفترة الماضية في المستهلكين في الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، فإن أصواتا في المنظمة ترى أن السعر يمكن أن يتراجع إلى ما دون ذلك، وهذا هو أس السجال الذي يتوقع أن تشهده أروقة المنظمة في فيينا.

الأكثر قراءة