الله يخارجنا
أيام معدودة ويدخل الشهر الفضيل، تعودت في كل عام أن أنهي كل مراجعاتي الحكومية وغير الحكومية قبل دخول الشهر والسبب يعود إلى النفس "الخايسة" التي تتلبسني وتتلبس الغالبية في نهار رمضان، في المساء ما "فيش أحلى منا"، و"نطنطة" من قناة إلى قناة، وفي النهار الله لا يوريك ننقلب رأسا على عقب، تختفي ابتسامة و "تتنيحة" المساء ونستبدلها بتكشيرة مرعبة.
الشياطين تقيد والشهر مليء بالسكينة، ولا أعلم لما الناس "مش طايقة بعض"، في الشارع "هواش" وصراخ، وأحيانا نزول بـ "عجر" وتكسير رؤوس وأنوف، في الدوائر الحكومية الجميع "ماد بوزه" ولا يرغب في العمل أو الحديث. أظن وليس كل الظن إثم أن السبب يعود إلى استفزاز القنوات الفضائية للغرائز البشرية، والتي تجعل الإنسان يعيش ضغطا رهيبا في رمضان.
تستنفر تلك القنوات طاقتها لإنتاج وعرض تلك المسلسلات "المثيرة" ويغط جُل الممثلات في سبات عميق طوال العام ليصحين في رمضان ويمارسن فن الإغراء بكل صنوفه. يقال إن إحدى الفنانات المسنات والتي تمارس الحياة ورجل في الدنيا والأخرى في القبر، ستقدم مسلسلا من بطولتها فيه من الإثارة الكثير وستقوم بدور ضحية تم اغتصابها! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
في رمضان الماضي أوقفت وزارة الإعلام الكويتية عرض مسلسل في إحدى القنوات الخاصة بسبب مساسه بأحد المذاهب في الكويت، ومن هنا نستنتج أن وزراء الإعلام العرب قادرون على وقف مثل تلك المسلسلات التي تخدش روحانية الشهر الفضيل، بالفعل هم قادرون ويا ليتهم يفعلون.