هذا الأسبوع.. أسعار النفط تبحث عن أرضية تستقر عليها
تبدو السوق تائهة إذ تتقاطع مؤشرات العرض والطلب مع العوامل الجيوسياسية، في الوقت الذي لايزال فيه سعر البرميل يبحث عن أرضية ليستقر عليها، ولهذا سيكون تركيز الانتباه من الآن على اجتماع منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" الشهر المقبل وإذا كانت الدول الأعضاء ستعمل على وضع الإشارات التي ترسلها الخاصة بخفض الإنتاج موضوع التطبيق.
ومن هذه تكرار الحديث عن الاتجاه التنازلي لسعر البرميل وأن الإمدادات من خارج المنظمة في حالة تصاعد، ويساعد على هذا تراجع معدل سعر البرميل من سلة أوبك إلى أقل معدل خلال فترة ثلاثة أشهر، وجميعها عوامل ضاغطة في اتجاه خفض الإنتاج.
وبسبب هذه العوامل المتضاربة فإن التقلب في سعر البرميل يكاد يكون القاعدة، ففي نهاية الأسبوع قفز السعر فوق 120 دولارا وذلك لأول مرة خلال أسبوعين، لكن يوم الجمعة سجل تراجعا في حدود 5.4 في المائة، وهو أكبر تراجع تشهده السوق منذ أربع سنوات، وهذا التقلب السعري يكتسب أهمية على خلفية التطورات السياسية، فقبل عشرة أيام فقط كان خط باكو- تبليسي ـ جيهان مشتعلا والقوات الروسية في جورجيا، كما أن المخزونات الأمريكية متناقصة، لكن سعر البرميل كان يتجه إلى أسفل.
وانتهى الأسبوع الماضي بوضع معاكس فقد تم إخماد النار المشتعلة قرب جيهان، كما انسحبت القوات الروسية من معظم الأراضي الجورجية وفي الوقت الذي سجلت فيه المخزونات الأمريكية نموا ملحوظا، ورغم ذلك فإن سعر البرميل سجل تصاعدا.
كما أعلنت شركة "بي.بي" أن خط الأنابيب الذي يمر عبر القوقاز سيتم تشغيله هذا الأسبوع بعد إغلاق قارب العشرين يوما، الأمر الذي يعزز من وضع الإمدادات، خاصة والتقديرات تشير إلى أن إنتاج الدول الأعضاء في أوبك بلغ هذا الشهر 32.9 مليون برميل، بزيادة 450 ألفا على إنتاج الشهر الماضي، ويعود ذلك إلى زيادة إنتاج إيران وأنجولا كما تقول "بترولوجستكس" التي تتابع حركة الناقلات وعنها صدرت هذه الأرقام.
وفي الوقت الذي يتراجع فيه الطلب في منطقة دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي بقيادة الولايات المتحدة، فإن الصين سجلت أعلى معدل لها في الطلب خلال عامين، إذ حقق زيادة مقدارها 9.5 في المائة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عامين.
وبدأت الأسعار العالية تؤثر في الطلب، حيث قضى تراجع يوم الجمعة على المكاسب التي حققها سعر البرميل في اليوم السابق، وهو أكبر مؤشر على أن الطلب لا يسند السعر الحالي. كما تراجع سعر الجالون للمستهلك الأمريكي إلى 3.69 دولار من القمة التي بلغها في منتصف الشهر الماضي وهو 4.11 دولار للجالون. ويظهر هذا في تقليص حجم الطلب على النفط الخام خلال الأسابيع الأربعة الماضية بنحو 885 ألف برميل، كما شهدت احتياجات المصافي تراجعا بنحو 919 ألف برميل، وهو أقل مستوى منذ عام 1997.
وقفز المخزون الأمريكي من النفط الخام 9.4 مليون برميل إلى 305.9 مليون برميل وذلك في أكبر زيادة أسبوعية منذ سبع سنوات، حيث بلغ متوسط السحب خلال السنوات العشر الماضية نحو 717 ألف برميل، لكن البناء الكبير للمخزونات جاء بسبب الواردات الإضافية التي بلغت 1.34 بما رفع حجم الواردات إلى 11 مليون برميل يوميا، لكن استغلال طاقة المصافي شهد تراجعا بنسبة 2 في المائة إلى 85.7 في المائة والسحب من مخزون البنزين بلغ 1.2 مليون برميل وذلك زيادة على متوسط السحب السابق الذي بلغ 980 ألفا.
وكانت أسعار النفط قد تراجعت يوم الجمعة أكثر من ثلاثة دولارات، وذلك تحت وطأة تحسن الدولار وعمليات بيع لجني الأرباح إثر القفزة التي شهدتها الأسعار، وكانت الأكبر في ثلاثة أشهر.
وهبط سعر الخام الأمريكي تسليم تشرين الأول (أكتوبر) في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 3.3 دولار مسجلا 117.92 دولار للبرميل. وهبط مزيج برنت في لندن 3.15 دولار إلى 117.01 دولار للبرميل.