أزمة مخ!
لنا مع الأزمات حكايات وحكايات لا تنتهي، في كل يوم تطالعنا الصحف بأزمة وما أن تنتهي حتى تظهر أخرى، نعشق الأزمات كعشقنا للرز الذي أضحى أزمة بحد ذاته، من أزمة الغذاء مرورا إلى أزمة السكن وأزمة المياه التي جعلت سياحة أبها غير، إلى أزمة الكهرباء وانقطاعاته المتكررة عن حائل وعدد من أحياء الرياض والجبيل.
كل تلك الأزمات وغيرها سلالة الأزمة الأم وهي أزمة المخ، بالفعل نعاني أزمة "مخ"، ولا أعني هنا المخ الذي يحشوه لنا العامل البنغالي في السندوتشات، أثناء أزمة التدافع على بوفيهات شارع العصارات العتيق في العاصمة الرياض، ونتلذذ بأكله رغم حالات التسمم المتعددة التي لا تستفز الرقيب إن كان هناك رقيب أصلا، فالأزمة التي نعانيها هي أزمة مخ تعطل في رؤوس بعضنا، فلا نستوعب التجارب ولا نتلمسها، وتمر مرور الكرام، وتتعدد في حياتنا ما يسمى بالأزمات رغم قدرة البشر اللا متناهية على التفكير وتجاوز الأزمات، فنحن المخلوق الوحيد على الأرض الذي منحه الله هذه الميزة، ومع ذلك لا نخطط للبعيد ولا نستعد لما هو آت، نتحرك عندما تقع الفأس في الرأس وهنا لا تجدي هذا الحركة وتصبح أحيانا عبئا على الحل، نعالج المشكلة لنعيش اليوم وغدا لا يهم، ونخالف القاعدة التي تطالب أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا، لا يوجد لدينا استراتيجيات بعيدة المدى، كل ما نعانيه من أزمات نتاج الأزمة الأم وهي أزمة المخ المعطل، فهل من طارق لتلك الرؤوس عل أمخاخها تتحرك؟