في عام أرامكو الـ 75 .. أهديها باقة من صكوك
أرفع رأسك فأنت من بلد فيه أرامكو.. ذلك الصرح الشامخ والطود المنيف الذي لا تملك إلا أن تُجِلَّه وتُكبِرَه.. إنها أرامكو "مالئةُ الدنيا وشاغلةُ الناس".. ملأت الدنيا عبيراً وعطرا.. وشغلت الناس ذِكراً حسناً وفِكرا.. فلا يُذكر الإتقان والجودة إلا ولابد من ذِكر أرامكو.. وإذا بحثتَ عن كلمة مرادفة لمصطلح "الدور الاجتماعي للشركات" فلن تخطئ عينَك اسم "أرامكو".. وإذا ذُكرت الوقاية والاهتمام بالسلامة.. سلامة المنشأة والفرد والبيئة فسيسبِقُك لسانُك بذكر أرامكو.. وإذا سُئلت عن الإبداع والطموح والابتكار، والعناية بالمبدعين والنوابغ فقل باختصار: أرامكو.. إنها قائمة طويلة يصعب حصرها من الكمالات والمحاسن التي أصبحت وأرامكو كالوجهين لعملة الواحدة..
إن العظماء مثل "أرامكو" لا يُشغِلهم تعداد مناقب الماضي عن عمل الحاضر وتطلعات المستقبل.. ولا أدل على ذلك من المشروعات العظيمة التي أعدتها أرامكو لليوم وللغد..
هذه المشروعات المستقبلية التي يمكن لكل مواطن أن يَشْرُف بالمساهمة مع أرامكو في بنائها.. نعم إنه يمكننا جميعاً أن نساهم معك يا أرامكو في البناء والإعمار من خلال "الصكوك".. "صكوك أرامكو" حلُم اليوم وواقع الغد القريب بمشيئة الله..
إنني في هذه المناسبة أدعو "أرامكو" إلى تمويل جزء من مشروعاتها المستقبلية الطموحة من خلال إصدارات الصكوك، لتحقق بذلك فوائد ومصالح عظيمة، منها: توفير قنوات تمويلية جديدة لها وبتكلفة مميزة، وفي الوقت نفسه تتيح الفرصة للمواطن أن يستثمر في بناء وطنه، يستثمر في مستقبله ومستقبل أجيال الغد.
ليست خيرات "صكوك أرامكو" منحصرة في الحصول على تمويل بتكلفة جيدة فحسب، ولا فتح قنوات استثمارية آمنة للمواطن فحسب، بل إن "صكوك أرامكو" ستكون قائداً ودليلاً لكثير من الشركات إلى التمويل بالصكوك، مما سيكون له أثر إيجابي كبير على الاقتصاد كله.
ولعل من المناسب في هذا المقام – والشيء بالشيء يُذكر- الإشارة إلى أن أول صكوك أُصدرت في ماليزيا كانت لصالح شركة نفطية، وتتابعت بعدئذ إصدارات الصكوك هناك على نحو مذهل، فبُنيت بها الحضارة بكافة أوجهها. وأبسط مثال على ذلك بناء مطار كوالالمبور من خلال الصكوك.
إن "صكوك أرامكو" ستكون رافداً قوياً وداعماً لسوق المال من خلال تفعيل تنفس السوق المالية برئتها الأخرى؛ رئة السندات الإسلامية (الصكوك).
إن الأمل في أرامكو ليس مجرد إصدار صكوك.. بل المؤمَّل من مثل أرامكو طرح صكوك متميزة تستحق أن يقترن بها اسم أرامكو.. إننا نتشوف أن تضيف أرامكو إلى سوق الصكوك الكبير إصداراتٍ جديدةٍ متميزة في هيكلتها؛ فلا تجتر وتستنسخ هيكلة كثير من إصدارات الصكوك الحالية التي سئم القاصي والداني من تعداد مثالبها ونقصها..
إني لأرجو وكما وقفنا لنهنئ أنفسنا جميعا بالـ 75 عاماً من أرامكو العطاء.. فإني آمل أن نهنئ أرامكو قريباً بإبداعها المعهود في طرح صكوك متميزة يكون لها صداها وخيرها ونفعها على القاصي والداني..
إنها باقة عَطِرة من "صكوك" أُهديها لك يا أرامكو في هذه المناسبة.. فهل قبلتها؟
[email protected]
باحث في المصرفية الإسلامية، ومتخصص في الصكوك الإسلامية