تاريخ أمن المعلومات في الحضارة الإسلامية
عنوان زاوية اليوم "تاريخ أمن المعلومات في الحضارة الإسلامية" هو عنوان كتاب من تأليف الأستاذ سلامة بن محمد الهرفي البلوي. وهو من إصدارات دار القلم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وطبعته الأولى التي بين أيدينا صدرت في عام 2007، وهو كتاب تاريخي وليس تقني، وهو فريد في مجاله. حيث نجد توثيقا لأمن المعلومات في الحضارة الإسلامية، وإبرازا لدور المسلمين في هذا المجال.
وقد تم تقسيم الكتاب إلى تسعة مباحث، الأول عن أمن المعلومات عند الأمم القديمة. والثاني عن رواد أمن المعلومات في الحضارة الإسلامية، ومنهم العلامة ابن وحشية والفيلسوف الكندي، واحتوى هذا المبحث على عدد من العلماء الذين برعوا وألفوا في هذا المجال خصوصاً في علوم التعمية والتشفير. أما المبحث الثالث فهو عن عوامل تطور أمن المعلومات في الحضارة الإسلامية، ومن أهمها حرص أصحاب القرار في الدولة الإسلامية على حفظ أسرارها، وكذلك تطوير علماء المسلمين لعلم الرياضيات واكتشاف الصفر ودورة الكبير في حفظ المعلومات المشفرة، وكذلك دور اللغة العربية ومعرفة أسرارها ودراسة التحليلات اللغوية، إذا كان يعتمد التشفير على اللغة بشكل كبير.
أما المبحث الرابع فهو عن أمن المعلومات وكتمان الأسرار في الإسلام. وتم سرد الآيات القرآنية الداعية إلى كتم الأسرار. وذكر عدد من قصص السلف الصالح توضح عنايتهم بحفظ الأسرار والدعوة لذلك. أما المبحث الخامس فهو عن الإجراءات الوقائية العامة لمنع تسرب المعلومات، ومن أبرزها تعيين موظف موثوق لذلك، ومراقبة كبار رجالات الدولة وحمايتهم، ومراقبة ضيوف الدولة، وأمن نقل الرسائل، وأمن الشهود في القضايا. وفي المبحث السادس تم التطرق إلى أساليب أخفاء المعلومات في التراث العربي الإسلامي، ومنها أسلوب التورية، والأسلوب الشعري، والرمز من خلال حركات الكلمة، والكتابة المشفرة بطرائقها المختلفة.
أما المبحث السابع من هذا الكتاب فهو عن حل الكتابة المشفرة، مع بعض الأمثلة التطبيقية. والمبحث الثامن عن الشفرة والفرق الغالية، ويتحدث عن دور الفرق المتطرفة والأحزاب المتمردة على الإجماع الإسلامي في هذا العلم واستخدامهم له في سبيل تحقيق أهدافهم الهدامة، وكما يقال الحاجة أمُّ الاختراع، وغني عن القول إن الشفرات المستخدمة كانت كافية في ذلك الوقت، ولكنها غير معقدة بشكل كبير، ويمكن حلها بسهولة نسبياً. أما المبحث الأخير من الكتاب فهو عن الكتابة غير المرئية، وتشمل الأحبار السرية، وفكرة تصغير الكتابة، ومن ذلك كتابة سور القرآن على حبوب الأرز وحبوب القمح. واحتوى الكتاب على عدد من الملاحق.
ولعلي من هذا المنبر أن أدعو الجهات البحثية كمركز التميز لأمن المعلومات في جامعة الملك سعود، للعناية بكل ما يتعلق بتاريخ أمن المعلومات في الحضارة الإسلامية، والعناية بإبراز ونشر هذا التراث، ونشر كل ما له علاقة بأمن المعلومات الحديث باللغة العربية لعل ذلك يشجع الباحثين ويشحذ الهمم على البحث والتطوير في هذا المجال، فأمن المعلومات من العلوم التي يجب أن يكون لدى الدول تميز فيها، وألا تستخدم منتجات الدول الأخرى، بل من المهم أن تقوم كل دولة بتطوير طرائق وآليات ومنتجات أمن المعلومات وذلك لضمان سرية وسلامة المعلومة. ومن ذلك أن يقوم هذا المركز أو غيره بنشر الكتب – بعد شراء حقوقها- أو ملخصاتها على أقل تقدير وذلك بشكل رقمي في موقع الإنترنت.
نحن أمة لدينا تاريخ نفخر به، ونستطيع أن نبني عليه، خصوصاً في هذه الفترة والتي يتم فيها دعم ومساندة الباحثين وتشجيعهم في جميع المجالات.