مَهْما يَكُنْ من أَمرْ
نسمع بعضهم يقول: مهما يَكُنْ من الأمر - وهذا غير صحيح؛ لأن (مِنْ) هنا أي في هذا الأسلوب الشرطي لا يأتي بعدها معرفة والصواب: مهما يَكُنْ من أمر - بالإتيان بالنكرة (أَمْر) بعد (مِنْ) لأنَّ (مِنْ) بعد (مهما) لا تستعمل إلاَّ مع النكرات، قال زهير بن أبي سُلْمى:
ومهما تَكُنْ عند امرئ من خَلِيقَةٍ وإنُ خالها تخفى على الناس تُعْلَمِ
فهو قد جاء بكلمة (خليقة) وهي نكرة بعد (مِنْ) الجارة.
ويجوز أن يقال: مهما يكن الأمر - بحذف (من) والإتيان بالمعرفة - ومثل ذلك مهما يَكُنْ من شيء وهذا الأسلوب شَرْطِيّ: اسم الشرط (مهما)، وفعل الشرط (يَكُنْ)، وجواب الشرط (الفعل الذي يأتي بعد ذلك) ويُتَمِّم المعنى - والتقدير في بيت زهير:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة تُعْلَم
وإن خالها تخفى على الناس
يتبين أنَّ صواب القول: مَهْمَا يَكُنْ من أمر لا مهما يَكُنْ من الأمر.