مجموعة ADHD .. فلنساند دورها الإنساني
مجموعة Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)، التي تعرف باللغة العربية بمجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، هي مجموعة خيرية توعوية غير ربحية تأسست في عام 2004، بتضافر جهود خيرة من قبل عدد من المختصين في التعامل مع ذلك النوع من الاضطراب العصبي في جامعة الملك سعود وقسم أعصاب الأطفال في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، إضافة إلى بعض المهتمين من الأهالي ورجال الأعمال.
استهدف في المقام الأول إنشاء تلك المجموعة، نشر الوعي بين الأسر وأفراد المجتمع وبين العاملين في الميدان كالأطباء والتربويين والإخصائيين النفسيين والاجتماعيين وغيرهم عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والطرق السليمة للتعامل معه، هذا إضافة إلى المساهمة في التحسين من مستوى الخدمات الطبية، والسلوكية، والاجتماعية، والتربوية، والنفسية، التي تقدم لتلك الفئة التي تعاني هذا النوع من الاضطراب.
من بين أبرز أهداف إنشاء المجموعة كذلك، (1) التعاون مع وزارة الصحة السعودية للتركيز على تشخيص وعلاج الاضطراب وإنشاء مراكز وعيادات تخصصية شاملة لتشخيص وعلاج حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. (2) تعليم وتدريب الكوادر البشرية بالتعاون مع وزارة الصحة، ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، للتعامل مع حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. (3) توفير الدعم المادي للمجموعة بالطرق التي تقرها وزارة الشؤون الاجتماعية. (4) إجراء البحوث والدراسات العلمية التي تخدم المهتمين بذلك النوع من الاضطراب العصبي.
التعريف العلمي لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، هو اضطراب عصبي سلوكي يجعل من الصعب على الشخص المصاب أن يتحكم في أفعاله أو أن يركز في عمل ما، وغالباً ما تظهر تلك الصعوبات على الشخص في سن مبكرة ما بين خمس وتسع سنوات، ومن بين أبرز أعراض هذا النوع من الاضطراب: (1) عدم القدرة على التركيز وتشتت الانتباه، خصوصاً في حال وجود مؤثرات صوتية أو مرئية. (2) وجود حالة من الاندفاع لدى الشخص المصاب بذلك النوع من الاضطراب وسرعة العصبية، بما في ذلك في التحدث أو التصرف، وبالذات من قبل الأطفال المصابين بشكل غير لائق دون التفكير بالعواقب أو النتائج. (3) وجود حالة لدى المصاب من النشاط الزائد وعدم القدرة على التحكم في الحركة المستمرة. (4) الشعور بالملل بالذات لدى الأطفال المصابين من الألعاب، التي تستدعي التركيز الذهني. (5) المزاجية والعناد لدى الأطفال المصابين، إضافة إلى الشعور بعدم الرضا والاقتناع والمعاناة من صعوبات في المدرسة، على الرغم من أن معظم الأطفال الذين يعانون ذلك النوع من الاضطراب، لديهم مستوى ذكاء طبيعي، إلا أن أغلبهم يواجه صعوبات في التعلم بسبب عدم القدرة على التركيز والانتباه، إضافة إلى أن بعض الأطفال قد يعاني صعوبات أخرى في التعليم مثال عسر القراءة أو مشكلات تتعلق باللغة والمحادثة. (6) ضعف المهارات الاجتماعية لدى الأطفال نتيجة لعدم الانسجام مع من هم في أعمارهم، بما في ذلك التصرف بسذاجة أو بطريقة يفرض الطفل بها نفسه على باقي المجموعة في محاولة منه التحكم بهم. (7) ضعف التناسق الحركي لدى الأطفال، حيث تبدو حركة الطفل المصاب غير متناسقة، فتجده نتيجة لذلك قد يسقط ما بيده أو يتعثر فيما يمر به أو قد تجده يتعامل مع الأشياء بفوضوية.
الجدير بالذكر أن هناك اعتقادا خاطئا سائدا لدى الكثيرين بأن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يصيب الأطفال فقط ويزول مع سن البلوغ، إلا أن الدراسات أثبتت عكس ذلك تماماً، حيث لوحظ أن 30 إلى 70 في المائة من الأطفال المصابين تستمر معهم المعاناة إلى الكبر ولكن بأشكال وبأعراض مختلفة.
بالنسبة لأبرز أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الكبار، فتتمثل بشعور الشخص المصاب بالملل من أداء المهام والواجبات الملقاة على عاتقه، كما أنه لا يمتلك القدرة على تنظيم الوقت، ما يؤدي إلى عدم القدرة على الثبات في وظيفة معينة أو على إيجاد وظيفة في الأساس، هذا إضافة إلى عدم القدرة على إقامة علاقة زوجية صحية أو الاختلاط اجتماعياً، نظراً لعدم القدرة على التحكم في السلوك.
بالنسبة للعلاج من حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الكبار والصغار، فتتلخص في ثلاثة محاور رئيسية، أولها: التعرف على طبيعة وأعراض الاضطراب ومن ثم التعرف على الطرق المناسبة والمتبعة للتعامل معه، وثانيها: العلاج النفسي والاجتماعي، والذي يمكن توفيره عن طريق جلسات مع المختصين لتبادل الرأي والمشورة وتقديم النصح من أجل متابعة ومناقشة جوانب المعاناة لدى المصاب، وثالثها: العلاج الدوائي المتمثل في الوصف للمصاب أدوية تساعد بشكل عام على تحفيز الانتباه وكبح جماح الاندفاع والحركة.
بالنسبة للمشكلات المصاحبة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، في حالة إهمال الإصابة، قد تتعدى الفرد وأسرته إلى المجتمع، التي من بينها على سبيل المثال لا الحصر: تخريب الممتلكات العامة، وارتكاب جرائم السرقة، والمشاجرة مع الآخرين، وارتكاب المخالفات والحوادث المرورية، وإدمان الكحول، وتعاطي المخدرات و محاولة الانتحار.
خلاصة القول، إن مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، تقوم بدور إنساني نبيل، يتمثل في توعية أفراد المجتمع بأضرار وسلبيات المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه من الصغار والكبار، بما في ذلك التوعية بعوامل الوقاية والعلاج، هذا إضافة إلى المساهمة في تحسين مستوى الخدمات الصحية والاجتماعية والنفسية والتربوية، التي تقدم للمصابين، ومن هذا المنطلق، فإن الأمر يتطلب من جميع أفراد ومؤسسات المجتمع العامة والخاصة، بما في ذلك مؤسسات المجتمع المدني، تقديم المساندة والمؤازرة بما في ذلك الدعم المعنوي والمادي، لتتمكن المجموعة من أداء رسالتها السامية والقيام بمهامها النبيلة على الوجه المطلوب، لينعم بذلك أفراد المجتمع السعودي بالعيش ببيئة صحية خالية بإذن الله تعالي من حالات اضطراب الحركة وتشتت الانتباه، التي تشير الإحصائيات إلى أن نسبة انتشارها بين أطفال العالم تصل إلى نحو 10 في المائة، بينما تصل نسبة انتشارها في السعودية إلى نحو 15.5 في المائة في المتوسط.
وللمزيد من المعلومات أو المساهمة في أنشطة المجموعة، يمكن التواصل معها بريدياً من خلال العنوان: مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث رمز البريد الداخلي 76 و صندوق بريد رقم 3354 الرياض 11211، أو من خلال زيارة موقع المجموعة على الإنترنت www.adhdarabia.org.sa، كما يمكن الاتصال بالمجموعة عبر رقم الهاتف والفاكس 4424981، وبالله التوفيق.
مستشار وكاتب اقتصادي