أعد لي "فيفادولي" يا ابن موسى!

[email protected]

رددت الجملة التي عنونت بها هذا المقال مباشرةً بعد أن قرأت مقال الزميل علي الموسى في زاويته بصحيفة "الوطن" أمس الأول تحت عنوان "نعم أنا مرتشي ولكن أطلب الإثبات", حيث تحدث أبو مازن عفا الله عنه بقلمه الرشيق, عن تصريح لأحد أعضاء مجلس الشورى يتهم فيه الكاتب تلميحاً بتلقي رشوة من وزارة الصحة مقابل أن يعكف على تلميعها بكتاباته حسبما أوضح الكاتب نفسه!
ولا أعلم حقيقة كيف يمكن لكاتب أن يلمّع وزارة الصحة بالذات, فهذه الوزارة التي تصبحنا وتمسينا يومياً بأخطائها منذ سنوات لايمكن تلميعها بملايين المقالات ولا ملايين الأخبار ولا حتى ملايين عبوات تلميع الزجاج وكفرات السيارات وغيرها من الملمعات المتوافرة على سطح هذا الكوكب! لكن أبا مازن يقول لكم: "نعم أنا مرتشي ولكن أطلب الإثبات", ولأنني رجل أحب الاستماع إلى الوشايات والإشاعات التي تنمي لدي الحس القصصي, ولا أهتم كثيراً بالبحث عن الأدلة وخصوصاً تلك المتعلقة بالقضايا التي تثيرها تصريحات عضو مجلس الشورى المعني, فأنا مضطر لمطالبة كاتبنا القدير بحقي من "فيفادول" الوزارة الذي زعم عضو المجلس الموقر أن كاتبنا استلمه "كاش" اللهم لا حسد, وأرجو من جميع أبناء هذا الوطن أن يعذروني , فكل شيء إلا "فيفادولي" الذي قاسمني الكثير من الليالي المفعمة بالحمى والإنفلونزا والصداع وألم الأسنان وكل المتاعب الصحية التي أصبت بها منذ أن عرفت وزارتنا الغالية, فكم من ليلة قضيتها مصطفاً في طوابير طويلة أمام صيدليات مستشفياتنا الحكومية لأخرج بعلبة أقراص "فيفادول" تسر الناظرين, وكم من ليلة حملت فيها طفلتي التي لم تتجاوز سنواتها الخمس إلى المستشفى بسبب نزلات البرد لأخرج معها بزجاجة "فيفادول" ترد الروح !
إن فيفادول وزارة الصحة يا سادة يا كرام ثروة وطنية لا يمكن التنازل عنها بأي حال من الأحوال, ولن أستطيع رغم محبتي الكبيرة لأبي مازن أن أساوم على هذه الثروة, أو أن أسمح له أو لغيره باقتطاع جزء منها حتى لو كان الأمر برمته مجرد وشاية مغرضة حملها تصريح لا مسؤول, فمجرد التفكير في قضية كهذه كفيل بإثارة الرعب في نفسي ونفوس جيراني وأقاربي وكل مراجعي مستشفياتنا الحكومية, فهل تدركون ما معنى أن يتم قضم جزءا من فيفادولكم من أجل بضع كلمات في الصحف اليومية, وهل تتصورون أنه بإمكان أحدنا أن يقضي بقية حياته بلا فيفادول وزارة الصحة لاسمح الله؟!
إنها كارثة بكل المقاييس وضربة قاصمة لصحة مواطني مملكتنا الغالية, ولا يجدر بنا أن ندعها تمر مرور الكرام ونحن مكتوفو الأيدي! ثم من الضروري أن أعود إلى الحبيب علي الموسى مذكراً إياه بتقوى الله في هذا الشهر الفضيل, ومحذراً إياه من العقاب الذي سيناله في الآخرة إن كانت الوشاية صحيحة, فأنا لن أتنازل عن حقي من هذا الفيفادول أبداً لا في هذه الدنيا ولا في يوم الحساب, وعليه أن يفهم ذلك جيداً, أما إن كان أبو مازن قد تعرض للقذف زوراً وبهتاناً, فلا يمكنني أن أفهم موقفه الغريب الذي يجعله يطالب بالدليل عبر مقال في صحيفة يومية, إنه أمر مثير للاستغراب بحق, كيف يمكن لكاتب بحجمه أن يترك تهمة كهذه تمر دون مقاضاة, وإن كان بحاجة إلى توكيل محامٍ لمقاضاة من اتهمه, فأنا على أتم الاستعداد لأن أقضي الخمس سنوات المقبلة من حياتي في دراسة القانون في هارفارد لأصبح محامياً لا يشق للوائح ادعائي غبار, وسأطلب منه حينها توكيلاً للادعاء على من اتهمه بدون أي مقابل مادي, فكل ما يهمني الآن أن أطمئن على نصيبي ونصيب أبنائي وأحفادي من صيدليات وزارتنا الغالية أدام الله فيفادولها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي