ثقافة حقوق الإنسان

[email protected]

في المقالة السابقة أشرت إلى ما تيسر ذكره من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة حسن الظن بالله تعالى والاهتمام بالصلاة وما ملكت أيماننا من الرقيق، وأشرت إلى أننا مستقبلون ضيفا عظيما كريما هو رمضان المبارك، فيجب أن نحسن الصلات والأعمال الصالحة فيه وفي بقية الشهور عامة، ثم أشرت إلى وصية النبي صلى الله عليه وسلم بعدم قراءة القرآن في الركوع والسجود، إنما يجب تعظيم الله عز وجل في الركوع واستغلال السجود للدعاء، ثم أشار عليه السلام إلى أنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرويا، ونكمل الآن ما تيسر من التصرفات.

والوصايا النبوية الأخيرة

جاء في كتاب "السيرة النبوية" للدكتور مهدي رزق الله أحمد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته كان على المنبر يوصي الناس، فعرض نفسه للقصاص قائلا: "من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه"، ثم نزل فصلى الظهر ثم عاد لمنبره يوصي الناس، فقال رجل: "إن لي عندك ثلاثة دراهم، فقال: (اعطه يا فضل)، وقال آخر إنه غل ثلاثة دراهم فقال عليه السلام: خذها يا فضل"، رواه البيهقي، كما ورد في البداية والنهاية لابن كثير، وجاء في نفس المصدر السابق أن النبي عليه السلام أعتق غلمانه وتصدق بدنانير "ما بين التسعة والسبعة كانت عنده"، وقال عليه السلام: "لا يقتسم ورثتي دينارا، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة" رواه البخاري، ولذا لم يترك عليه السلام عند موته دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة، رواه البخاري، واستعارت عائشة رضي الله عنها في الليل الزيت للمصباح من جارتها، كما قاله ابن رجب الحنبلي، وكانت درعه عليه السلام مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من الشعير، رواه البخاري، وجاء في نفس المصدر السابق أيضا أن النبي عليه السلام دعا إليه ابنته فاطمة رضي الله عنها فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها بشيء، فضحكت، فسئلت عن ذلك يعد وفاته عليه السلام، فقالت: "سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت"، وفي رواية أن سبب ضحكها كان لقوله عليه السلام لها يا فاطمة، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟ والحديث هذا دليل من دلائل نبوته عليه السلام، لأن فاطمة رضي الله عنها كانت أول الناس لحوقا به من أهله عليه أفضل الصلاة والسلام. وفي الحلقة القادمة (35) نصل بعون الله تعالى إلى آخر ما تمكنا من تسجيله من تصرفات ووصايا الرسول عليه السلام قبل وفاته.

حفظ حقوق المطلقات

في آخر الحلقة السابقة أشرت إلى الجهود المبذولة من مركز جدة للقانون والتحكم التابع للغرفة التجارية والصناعية، والجهود المبذولة من رئيس المركز الدكتور عبد الله بن محفوظ والإعلامية الأستاذة هيفاء خالد في القيام ببحوث ودراسات تهدف إلى وجود آلية لإجراءات الطلاق في الإسلام تحفظ حقوق المطلقين وخاصة الأبناء والمطلقات، ويأمل المركز أن تثمر جهوده وجود نظام كامل يضمن بعون الله المحافظة على الحقوق والواجبات للرجل والمرأة المطلقة، ومن أجل تحقيق ذلك الهدف السامي حرص المركز المذكور على إيجاد تنافس شريف ومسابقة لمن يقدمون دراسات وبحوثا في المجال المشار إليه، وفعلا تم ذلك في الأسبوع الأول من شعبان الماضي وتم توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة، والتفاصيل مشار إليها في جريدة "الحياة" الصادرة في 14/8/1429هـ.

عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان
فاكس 014708199

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي