لقطاء في المملكة .. كيف؟!
"وكأن المشرحة ناقصة جثث" للأسف الشديد ينطبق هذا المثل تماماً على ظاهرة ازدياد اللقطاء في الشوارع وأمام أبواب المساجد .. فمن المعروف منذ الأزل أن العلاقات المحرمة والفقر .. وعدم القدرة على الإنفاق على الأطفال هي أهم أسباب المشهد التمثيلي أو السيناريو الذي اعتدنا رؤيته في الأفلام والروايات العالمية والعربية بالتخلص من طفل الخطيئة أمام باب جامع أو ملجأ هرباً من شبح الفضيحة أو الفقر.
الجديد اليوم الذي أدى إلى زيادة ملحوظة في هذه الظاهرة في المملكة هو ثمرة زواج المسيار أو المتعة لتزيد بذلك من أعداد اللقطاء أو ضيوف الليل غير المرغوب فيهم .. أمام أبواب الجوامع والملاجئ فقد سجلت المدن السعودية خلال عام 2007 رسمياً ما مجموعة 28 حالة لأطفال لقطاء .. وفقاً لسجلات الأمن العام، ووزارة الشؤون الاجتماعية، التي أبلغت الجهات الرسمية بالعثور عليهم .. ناهيك عن الحالات التي لم يبلغ عنها بعد أن تكفلت بعض الأسر برعايتهم.
الأسباب كثيرة كما ذكرنا .. العلاقات المحرمة .. الأسباب المادية .. الفقر .. وزواج المسيار وكذلك الخلافات الزوجية التي تؤدي بالطرفين للتنازل عن الطفل الرضيع للشارع.
وقد كشف مصدر أمني أن شرطة "المدينة المنورة" تعثر على نحو ستة لقطاء أسبوعياً متروكين في صناديق صغيرة.
والأبشع والأكثر قسوة نشاط يظهر بين الحين والآخر عن تجارة الإجهاض لدى بعض الأطباء من الجنسيات الآسيوية والإفريقية .. الذين يعملون بالخفاء في مناطق شعبية يصعب الوصول إليها .. أما عن أجورهم فتراوح ما بين 500 ريال للمرأة الحامل من فئة الدخل المحدود .. وتتجاوز خمسة آلاف ريال في حال كانت حالتها المادية ميسورة وجيدة.
والطبيب الآسيوي الذي يعمل في مدينة يختلف أجره عن الطبيب الإفريقي الذي يعمل متخفياًَ في الأحياء الشعبية، وطبعاً من الصعب الوصول إليهم نظراً لتنقلهم بين شقق يتم إيجارها لفترة قصيرة.
الإحصاءات تقول إن "مكة" تقدمت عن بقية المدن وسجلت 95 حالة تليها "الرياض" 58 حالة أما "المدينة المنورة" فـ 35 حالة.
المعلومات الآتية تشير إلى أن أكثر الحالات المسجلة .. اللقطاء فيها يحملون ملامح إفريقية .. في الوقت الذي يؤكد جهاز الأمن العام اكتشاف 488 وكر دعارة يضم فتيات إفريقيات قدمن بتأشيرة زيارة أو حج أو عمرة وتخلفن لممارسة الدعارة.
مشكلة مؤلمة .. ومخجلة .. ولكن هذه هي الطبيعة البشرية في أحط صورها.