التوقعات الجوية تحبط السعوديين .. الفلك والطقس علمان مختلفان
يجهل كثير من السعوديين الفرق بين علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية (الطقس) فيما تصدر بعض الصحف بين الفينة والأخرى توقعات خبراء الفلك عن الطقس المتوقع، ما جعل أغلب التوقعات غير المبنية على دراسة دقيقة مستندة إلى خبرة في علم الأرصاد الجوية وعناصره كالرياح والرطوبة والضغط الجوي والحرارة وغيرها، جعلت القراء غير مصدقين لما يطرح خلال الصحف من تقارير عن الأحوال الجوية.
ويبني معظم خبراء الفلك توقعاتهم على النجوم التي يستدل بها فلكيا على دخول الفصول الأربعة وما يصاحبها من تغيرات جوية، حيث يعتمد الفلكيون على 28 نجما تظهر خلال العام عرفت منذ القدم والبعض منهم يجهل المتغيرات الجوية الحالية التي أبرزها ظاهرة الاحتباس الحراري التي أدت إلى ارتفاع في درجات حرارة الأرض بسبب الانبعاثات الضارة لغاز ثاني أكسيد الكربون الذي سببه النشاط البشري الذي يعتقد أنه يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.
والفرق بين علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية (الطقس) هو أن علم الفلك يختص بدراسة الكون المحيط بنا، كما أنه يهتم بدراسة الأرض كواحد من الكواكب غير أنه لا يختص بدراسة الطقس، حيث إنها مهمة علم الأرصاد الجوية، ولكنه يدرس طبقات الغلاف الجوي لفهم الحياة على الأرض ومقارنتها بالكواكب الأخرى إلى جانب دراسة الأجرام السماوية والنجوم والمجرات وغيرها.
أما علم الأرصاد الجوية (الطقس) فهو الدراسة العلمية للحالة الجوية التي ترتكز عليها تنبؤات الطقس. وأهم العناصر في علم الأرصاد الجوية هي: درجةَ حرارة، الضغط الجوي، الرياح، والرطوبة وغيرها.
"الاقتصادية" استطلعت آراء بعض الأشخاص حول معرفتهم بالفرق بين علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية، الأمر الذي يؤثر في تلقيه المعلومة المنشورة في الصحف حول الطقس الصادرة أغلبها من مختصين في الفلك، فكانت الإجابات التالية:
أكد ناصر السبيعي أنه لا يعلم أن أغلب ما ينشر من توقعات يومية هي صادرة من فلكيين رغم معرفته بالفرق بين الطقس والفلك، وقال "لا أقبل المعلومة إلا من مصدرها الصحيح، ولو خرج علينا متخصص في الفلك وتوقع حالة الطقس على السعودية مثلا فلن أتقبل منه ولن أصدقه". في حين أكد ماجد العنزي أن الفلكي ليس خبيرا في الأرصاد الجوية، وقال "لا أقرأ التوقعات في الصحف لأن معظمها غير صحيح".
وأضاف "أين النشرات الجوية في التلفزيون السعودي التي كان سمة بارزة قديما، أين الاهتمام بالأحوال الجوية والمتغيرات المناخية سواء في الصحف أو في التلفزيون".
وأشار إلى أنه لا يوجد خبراء طقس متخصصون ولا برامج تلفزيونية متخصصة، وقال "هل من المعقول أن السعودية لا يوجد فيها خبراء طقس أين هم، نحن نفتقدهم كثيرا وخاصة في هذه الأيام أيام الشتاء".
من جانبه، تساءل صالح الصالح عن سبب غياب خبراء الطقس المتخصيين عن المشاركة وإبداء آرائهم في التغيرات الجوية، وقال "هل هم غائبون أم مغيبون"، مشيرا إلى أنه لا يعتمد كثيرا على ما ينشره الفلكيون من توقعات، وقال "نأخذ منهم العموميات في دخول الفصول لكن الجزئيات كالحالة الجوية الراهنة لا أعتمد عليهم البتة لأن الطقس تخصص قائم بذاته، والفلك تخصص آخر يعتمد في غالبه على الكواكب والنجوم".