الشركات الزراعية والتثقيف الغذائي

[email protected]

الشركات الزراعية لها دور حيوي في المحيط الذي تقع فيه ويأخذ هذا الدور أبعادا اقتصادية واجتماعية، من أهمها التوطين بأشكاله المختلفة للخبرات الوطنية والتقنية واستخدامها في العمليات الزراعية وتوافرها حتى أصبحت في متناول المزارع الصغير. وتسهم الشركات الزراعية في الاقتصاد الوطني المتمثل في دوران الرساميل، وإتاحة فرص العمل، والمساهمة بشكل فاعل في تحقيق الأمن الغذائي من السلع، خاصة الضرورية منها، بتوفيرها بأنسب الأسعار للمستهلكين دون الحاجة لاستيرادها، ومساهمتها في تحقيق معدلات إيجابية لميزان المدفوعات، ودعمها المستمر للأنشطة الزراعية وقد تتعداها إلى مجالات أخرى في المجتمع. والملاحظ أن المنشآت الزراعية أو المرتبطة بها لها مساهمات إيجابية في التثقيف الغذائي، إلى جانب أدوارها الاقتصادية ولها نشاطات متعددة تجاه المجتمع للتعريف بالأنشطة الاقتصادية المختلفة والتثقيف الغذائي ورفع الوعي لدى الناشئة، وفي مقدمة هذه الشركات الشركة الوطنية للتنمية الزراعية "نادك" (تمتلك الدولة 20 في المائة منها)، التي تعد من الشركات الرائدة التي أسهمت في غرس مفهوم الاستثمار الزراعي عبر حقبة من الزمن تجاوزت ربع القرن وتعددت مجالات أنشطتها الزراعية سواء نباتية أو حيوانية، واستطاعت أن تسهم في إيجاد وتوطين التقنية في المجال الزراعي، كما أسهمت في إيجاد كوادر وطنية مؤهلة فنيا وإداريا، واستطاعت مد جسور التعاون مع شرائح المجتمع المختلفة، تولدت عنها علاقات تبادلية بينها وبين المستفيدين من خدماتها. ولعل ما دعاني لكتابة هذه السطور عن "نادك" هو مشاركتها في اليوم التوعوي المفتوح لمرض السكري بالتعاون مع برنامج مستشفى قوى الأمن الداخلي تحت شعار سكري الأطفال والمراهقين وتوزيع منتجاتها - كعادتها في هذه المناسبة - من الحليب والعصائر الطازجة للمرضى والمشاركين، إلى جانب مشاركاتها المتعددة في المناسبات المختلفة وفي البرامج والأنشطة التي تهدف إلى تثقيف المجتمع بكل شرائحه وحرصها على القيام بدورها الاجتماعي إلى جانب دورها الاقتصادي.
وفي اعتقادي أن مشاركة "نادك" في مثل هذه المناسبات تجسد دورا حيويا وتدلل على أهمية القطاع الزراعي كون هذا القطاع عاملا رئيسيا لتوفير الغذاء الآمن، إلى جانب أدواره الأخرى سواء اقتصادية أو اجتماعية، ويعرّف الناشئة بالمنتجات الزراعية التي تتميز المملكة بإنتاجها سواء كانت نباتية أو حيوانية أو أسماكا التي لها فوائد صحية مباشرة على الجسم، إلا أن النمط الغذائي للمجتمع له دور أساسي في تحديد كيفية الاستفادة صحيا من تلك المنتجات. ومن هنا يأتي دور التثقيف الغذائي، وهذا يتطلب دورا أكبر من الشركات الزراعية لتبني مثل هذه الأنشطة ودعم الجهات الصحية والتعليمية للتعريف بفوائد المنتجات الغذائية المنتجة محليا بطريقة مشوقة خاصة للأطفال، مما سينعكس إيجابيا على تسويق منتجات تلك الشركات وهي المستفيدة في نهاية المطاف.

وقفة:
نبارك للجنة الزراعية في الغرفة التجارية والصناعية في الرياض احتفالها بمرور ربع قرن من الزمن، ونثمّن لها تكريم بعض الشخصيات الزراعية، ونشكر لها تقدير الإعلام الزراعي بتكريم الزملاء الأساتذة: سمير قباني، حبيب الشمري، ورياض الخميس، وهذا غير مستغرب من اللجنة الزراعية في غرفة الرياض.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي