مبيعات عيد الشكر ترفع الأسواق الأمريكية
في هذا الأسبوع تتوافق عطلة عيد الشكر التي بدأت يوم الخميس الماضي مع انخفاض مستمر في أداء مؤشرات الأسواق المالية الأمريكية، ناتج بشكل أساسي عن قلق متزايد بشأن الركود الاقتصادي الذي تسببت فيه أزمة الرهون العقارية والتي ألقت بظلالها بشكل واضح على أسواق الائتمان الأمريكية والعالمية. وصدر خلال الأسبوع الماضي عدد من التقارير المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي، من أبرزها: تقرير المنازل الجديدة، وتقرير ستيت ستريت لثقة المستثمرين، وتقرير ميتشجان لثقة المستهلك، وتقرير المؤشرات القيادية. وأظهر تقرير المنازل الجديدة ارتفاعا في عدد المنازل الجديدة خلال تشرين الأول (أكتوبر) عن مستواه خلال أيلول (سبتمبر)، حيث بلغ عدد المنازل التي شرعت شركات المقاولات في إنشائها خلال تشرين الأول (أكتوبر) 1.229 مليون منزل، في حين بلغت 1.191 مليون منزل في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويعطي هذا المؤشر فكرة عن النمو في أنشطة شركات المقاولات والأنشطة المتعلقة بها حيث إن ارتفاع الرقم يدلل على زيادة في أنشطة البناء ناتجة عن زيادة في الطلب على المنازل من قبل الأفراد، وهذا بدوره ينعكس على نشاط الشركات الموردة لمواد البناء كمتاجر هوم ديبو الكبيرة والذائعة الصيت في الولايات المتحدة الأمريكية. من ناحية أخرى أظهرت مؤشرات الثقة للمستثمرين والمستهلكين الصادرة من كل من ستيت ستريت وجامعة ميتشجان انخفاضا في تشرين الثاني (نوفمبر) عن مستوياتها في تشرين الأول (أكتوبر). حيث بلغ مؤشر ستيت ستريت خلال تشرين الثاني (نوفمبر) مستوى 74.3 نقطة، في حين بلغ 82.6 نقطة خلال تشرين الأول (أكتوبر) مما يعكس انخفاضا حاد لثقة المستثمرين. ويقيس هذا المؤشر ثقة المستثمرين بتقييم مستوى الخطر في محافظ الاستثمار في يوم معين من الشهر، فمستوى المخاطرة العالي يدلل على ثقة زائدة لدى المستثمرين في أداء الاقتصاد بينما يدلل مستوى المخاطرة المنخفض على إحجام المستثمرين عن المخاطرة بأموالهم نتيجة رؤية تشاؤمية نوعاً ما لأداء الاقتصاد. وفيما يتعلق بمؤشر ميتشجان لثقة المستهلكين الذي يمثل استبيان ما يقارب خمسة آلاف عائلة فقد بلغ خلال تشرين الثاني (نوفمبر) مستوى 76.1 نقطة، وعلى الرغم من انخفاضه عن مستواه خلال تشرين الأول (أكتوبر) الذي بلغ خلاله 80.9 نقطة إلا أنه تجاوز التوقعات ببلوغه مستوى 75 نقطة. ويأتي انخفاض عامل الثقة لدى المستثمرين كنتيجة طبيعية للاضطراب الذي تشهده الأسواق المالية بسبب عمليات شطب الديون التي تقوم بها كبريات المؤسسات المالية. أضف إلى ذلك أن ارتفاع أسعار النفط لمستويات قياسية جديدة يعد سبباً رئيسياً في انخفاض ثقة المستهلك والذي يستعد لمواجهة شتاء قاسي البرودة، خصوصاً في الولايات الشمالية الشرقية، الأمر الذي سينعكس بشكل كبير على فاتورة التدفئة لهذا العام. وفيما يتعلق بمؤشر مجلس المؤتمر للمؤشرات القيادية فقد أظهر انخفاضا بمعدل 0.5 في المائة خلال تشرين الأول (أكتوبر)، في حين كان قد ارتفع في أيلول (سبتمبر) بمعدل 0.3 في المائة. وهذا الانخفاض يأتي بشكل أساسي من تعديل التوقعات المتعلقة بالنمو الاقتصادي الأمريكي لعام 2008، حيث يتوقع الاحتياطي الفيدرالي أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بمعدل يراوح بين 1.8 و2.5 في المائة خلال عام 2008. وتأتي هذه التوقعات المبنية على المعلومات المتوافرة حتى تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لتتضمن آثار التراجع في قطاع الإسكان والتي أثرت بشكل كبير في قدرة المستثمرين إلى الوصول إلى أسواق الائتمان. بينما يتوقع "الاحتياطي الفيدرالي" أن يراوح معدل التضخم للعام المقبل بين 1.7 و1.9 في المائة. أما فيما يتعلق بمعدل البطالة فيتوقع أن يرتفع عن مستوياته الحالية وبشكل طفيف وليبلغ معدلاً يراوح بين 4.8 و4.9 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2008.
الأسواق المالية
ألقى قلق المستثمرين بشأن خسائر البنوك ومخاوف الركود الاقتصادي وارتفاع أسعار النفط بظلاله بشكل كبير على أداء الأسواق المالية في كل من أوروبا وأمريكا واليابان. حيث أغلق "داو جونز" هذا الأسبوع عند معدل أقل من 13 ألف نقطة بقليل وعند مستوى 12980.88 نقطة. وقد كان لمبيعات إجازة عيد الشكر أو ما يطلق عليه بيوم الجمعة الأسود دور كبير في ارتفاع المؤشر بمعدل 121 نقطة يوم الجمعة الماضي فقط بسبب توقع زيادة مبيعات متاجر التجزئة خلال الربع الأخير من هذا العام. وقد أغلق "ناسداك" في نهاية الأسبوع كذلك على ارتفاع ليعوض الخسائر التي مني بها خلال الأسبوع، والتي بلغ خلالها مستوى متدنيا مقداره 2562 نقطة. كما سارت الأسواق الأوروبية واليابانية في مسار مماثل للأسواق الأوروبية حيث أقفلت في نهاية الأسبوع على ارتفاع طفيف، لكن الارتفاع الذي حققه مؤشر نيكاي لم يعوض الخسائر التي مُني بها خلال الأسبوع حيث انحدر إلى مستوى لم يبلغه منذ أمد بعيد وليكسر حاجز 15 ألف نقطة نزولاً. أما مؤشر الداو جونز الأوروبي فقد عوض خسائره في نهاية الأسبوع وأغلق مرتفعاً بمعدل يقارب 40 نقطة عن مستواه في بداية الأسبوع.