مشاريع 2007 مجرد تجارة أراض؟
احد الزملاء سألني: ما الذي يحدث عقاريا ؟ مشاريع كثيرة وكبيرة أعلن عنها ولم نر لها أي بوادر تشير إلى البدء في التنفيذ، وأتذكر أني كتبت مقالة العام الماضي فحواها أن تنفيذ المشاريع هو الحلقة الأضعف في سلسلة التطوير والاستثمار العقاري على اختلاف تخصصاته ولأسباب عديدة لا يتسع المجال لذكرها.
منذ بداية السنة تم الإعلان عن عشرات المشاريع العقارية سواء الأبراج أو الوحدات السكنية وبعضها تم بيع جزء كبير منها على الورق، جدة والرياض والمنطقة الشرقية أخذت الحصة الأكبر من المشاريع المعلنة. الواقع إنني شخصيا لم أر أي أثر لبعض من هذه المشاريع التي أعلن عنها على أرض الواقع ولا يوجد سوى أرض فضاء وبعضها محاطة بسور ولوحة تشير إلى المشروع إن وجدت. والله يستر من مثل هذه المشاريع التي نسمع عنها ولا نراها، بعضها أعلن عنه وبيع جزء منه دون الانتهاء من التصاميم والتراخيص اللازمة وهي في شد وجذب مع الجهات المعنية بمنح التصاريح.
الواقع يقول إن ما تم عقاريا في 2007، وأكدته "الاقتصادية" في تقريرها الرائع الموسع الذي نشر أمس، يؤكد أن السوق تعتمد على تجارة أراض بحتة وغالبيتها الأراضي الخام واستفاد تجارها من البيع والشراء حتى تضخمت ووصلت إلى أعلى الأسعار والصفقات بمليارات الريالات والمشتري النهائي من التجار وليس المستفيد من الأرض يأمل في بيعها بسعر أعلى أو الانتظار لحين ترتفع!
النشاط الوحيد الذي لم يتأثر بل زاد العمل فيه هو بناء الوحدات السكنية من قبل الأفراد بعد توافر القروض وتعدد المصادر التمويلية سواء البنوك أو شركات التطوير العقاري أو قروض صندوق التنمية العقاري.
أسعار الأراضي لا تطاق وقد ارتفعت بشكل جنوني عام 2007 م وبعضها ارتفع إلى الضعف والضعفين دون مبرر. مواد البناء مثل الحديد والأسمنت والدهانات والبلاط أيضا أسعارها عالية. شركات المقاولات والعمالة زادت أسعارها ومن لم يكن مصنفا من ضمن القوائم أصبح مطلوبا. وقد تكون في مجملها أسباب لتأخير المشروع لأن الدراسات قد تكون بنيت على أسعار العام الماضي هذا إن عملت أصلا دراسات جدوى حقيقية.
نخشى على أموال المشاريع ألا تكون في مكانها الصحيح عندما يتم تأخير المشروع لسبب أو لآخر وأن تكون في غير مكانها مثل سوق الأسهم أو في محافظ استثمارية أخرى أو أراض واستثمارات أخرى خارجية وداخلية. طبعا أتحدث عن المشاريع التي اشترى أو ساهم فيها آخرون أما إن كانت فردية فهذا شأن خاص.
هل يوجد تفسير للإعلان عن مشاريع كبيرة وخصوصا السكنية من قبل بعض الشركات وقد تكون في منطقة جديدة أو بعيدة عن المدينة، سوى المتاجرة بالأراضي المحيطة بها ورفع قيمتها بهدف اصطياد الزبون النهائي من قبل مجموعة من تجار الأراضي الذين تملكوا قبل الإعلان عن المشروع والذي قد لا يرى النور؟ هل هناك تفسير آخر؟