المستقبل للمملكة
في حوار مع أحد الأخوة العرب، قابلته في جدة يعمل في دبي، تحدثنا عن الطفرة النوعية التي يشهدها قطاع الاستثمار والتطوير العقاري في دول الخليج العربي وكيف استطاعت الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص نيل قصب السبق في استقطاب الرساميل والاستثمارات العربية والأجنبية من خلال الاستثمار في القطاعات الصناعية والتجارية والعقارية كافة، وأن دبي أصبحت الوجهة المفضلة للاستثمار العالمي، المهم أن أخانا استرسل في امتداح العمل في دبي وأن كل الأمور يمكن حلها دون عراقيل مع وجود مساحة من الحرية والقدرة على تنمية الأعمال بسبب البيئة التي توفرها حكومة دبي للمستثمرين عكس ما يحدث في الدول العربية وأنا أتفق معه في بعض ما ذهب إليه.
وضمن سياق كلامه تعرض بالانتقاد لبقية دول الخليج كونها تعاني البيروقراطية والبطء في اتخاذ القرارات وتسهيل الإجراءات ووضع التشريعات التي تضمن الحفاظ على استثمارات مواطنيها داخل بلدانهم، وجلب الرساميل الأجنبية، وتوقع أن تستمر الإمارات في التقدم وأن تبقى الأمور كما هي في بقية الدول لفترة طويلة. وبالمناسبة سبق له العمل في المملكة عدة سنوات وقد تكون هي المرحلة التي هيأته للعمل في مكان يراه أكثر احترافية، شأنه شأن العديد من الإخوة العرب العاملين في دول الخليج أو خارج بلدانهم فكثير منهم اكتسب الخبرة والاحتكاك والتجربة من خلال العمل في المملكة.
وقلت له إن التغيير دائما يحتاج إلى وقت لاستيعاب أبعاده وتجربته دون الاندفاع غير المحسوب والذي لن تظهر نتائجه قبل أن يأخذ وقته الطبيعي، وأضفت أن معظم الاستثمارات في دول الخليج والدول العربية تأتي من السعودية ومعظم الحاضرين للندوات والمؤتمرات والمعارض والمناسبات من السعودية، وغالبيتها استثمارات عقارية وهذا مثبت بالأرقام، والتوجه في المملكة حاليا يسير نحو دعم الاستثمار في هذا القطاع فيها والحرص على جلب هذه الاستثمارات المهاجرة وتوطينها، كما أننا شهدنا تحالفات خلال السنوات القليلة الماضية وحرص العديد من الشركات والكيانات العربية والأجنبية للاستثمار في السعودية سواء في المدن الاقتصادية والمالية أو المشاريع السياحية والإسكانية. ولاحظنا أخيرا إعلان كبرى شركات الاستثمار والتطوير العقاري وقطاعات التمويل والمصارف الإماراتية والكويتية والقطرية والبحرينية وبعض الدول الآسيوية أنها بدأت في شراكات أو مستقلة افتتاح فروع لها في المملكة لاقتطاع حصة من سوق الاستثمار العقاري كونه سوقا كبيرا وواعدا.
سوقنا العقارية والاقتصادية واعدة بإذن الله مع الدعم الذي تجده من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وسوف نرى المزيد من المشاريع العملاقة والاستثمار في مشاريع التطوير العقارية كافة، والقادم من الأيام سيثبت ذلك بأذن الله تعالى. وبقي أن نعمل جميعا على تذليل الصعاب بالعمل الجماعي وتغليب مصلحة الوطن، وفي ختام حواري مع أخينا العربي قلت له أتوقع أن تكون عودتك للعمل في المملكة قريبة إن شاء الله.